الترابين ومهاجمتهم بعد أن عجز الجبارات من تحقيق النصر عليهم في فلسطين وهذا يعني إشعال أوار الحرب من جديد بين السواركة والترابين بعد أن ساد السلام وبعد أن تعاهدوا عليه في مقام الشيخ زويد السويركي. فقال مجيبًا لكبار الجبارات: كل شيء لكم مجاب إلا خيانة العهد - عهد السواركة مع الترابين - عندئذ قام رجل شرير (١) من السواركة فقال لقليد القوم وكان يُسمَّى المقيطعي: غد الضيوف أي وافقهم على رأيهم وطلبهم، فقال المقيطعي له: إن كنت تقدر على طلب الجبارات غَدْهم أنت!، فرد الرجل السويركي الشرير وقال: هات القلد عنك، قال المقيطعي جاك القلد إن وافق كبار السواركة الجالسون، فقال السويركي الشرير: يا سواركة هذا ضعف والله أن نخذل ضيوفنا الجبارات فهيا اعطوني قلد القوم، قالوا: جاك القلد ونحن موافقون والرأي رأيك فافعل ما بدا لك، فلما عرف المقيطعي موافقة القوم على إعلان الحرب وتكسير الكفل والعهد مع الترابين قال مُتهكِّمًا للقليد الجديد: مبروك عليك القلذ! …
فلما جلس الجبارات للغذاء وقد سُرُّوا من القليد الجديد الذي طاوعهم وشكروه وأثنوا عليه، فقال لهم: تغذوا يا رجال الجبارات ما عليكم هَم، فقال المقيطعي القليد السابق مُتهكِّمًا: نعم تغذوا يا جبارات برءوس السواركة!! يقصد أن القليد الجديد سوف يجر الهزيمة للسواركة ما دام قد كسر العهد، وهذا ما حدث بالفعل فقد نُقل الخبر للترابين بواسطة رجل من الرميلات أساءه تكسير العهد عند الولي الصالح، فأخبر شيخ الترابين في فلسطين وكان حينها الصوفي وقيل أنه كان أبو ستة، فقال له الشيخ أمام رجال الترابين تحروا إن كانت مكيدة منك وفتنة قتلناك فجزاؤك تستحقه؛ وإن كان الخبر صادما أعطيتك خربتي أي مزرعتي وكانت من أحسن مزارع الترابين جنوب رفح، وأخذوا الرجل رهينة عندهم، فلما تحروا الأخبار وعرفوا صدقه وعزم السواركة في غزوهم وهبوه الخربة، فسميت باسمه حتى الآن وهي خربة الصبَّاح.
وتهيأ الترابين للقتال واستنجدوا بحلفاء لهم، وأتت الرياح بما لا تشتهي السفن للسواركة بعد أن هاجمهم الترابين شرق العريش على حين غرة دون
(١) يقول الرواة: إنه ليس سويركي وإنما دخيل عليهم وأصله من المعازة (بني عطية).