للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحياة الاقتصادية لدى شعانبة متليلي، تقوم على الرعي وتربية الحيوانات، ويقدر عدد الجمال التي يملكها فخذ البرارقة على وجه التقريب بنحو ٥٥٠٠ وعدد رؤوس الغنم بحوالي ٨٠٠٠، ومعظم قطعان الغنم ملك لأولاد علُّوش، وكذلك يربي الشعانبة الماعز وعددًا صغيرًا من الحمير. وإبل الشعانبة ليست من النوع الرفيع وهي أقل سرعة من إبل الطوارق، ولكنها أقوى منها على تحمل العطش والتعب، وجمل النقل عادة يستطيع حمل شحنة ٢٤٠ كيلو جرام، ويقطع ما يتراوح بين ١٥ و ٢٠ كيلو مترا في اليوم.

والشعانبة يقومون بجولات للبحث عن المراعي تشبه تلك التي يقوم بها الطوارق، فيما عدا أنهم يعودون إلى موطنهم الأصلي مرة في العام بانتظام، والبرازقة يتركون قطعانهم مع الرعيان ويعودون إلى متليلي في موسم جني التمر، وهو شهر سبتمبر، عادة، وفي ديسمبر أو يناير، يخرجون إلى الانتجاع بترتيب، فيخرج الأثرياء وذوو القطعان الكبيرة أولا، ويمضون في الانتجاع طوال الشتاء والربيع حتى شهر يونيو حين يضربون مخيمات ثابتة (الزريبة) يتركون فيها النساء والأطفال وبعض الرجال، بينما يستمر الباقي على حياة الانتجاع والتجوال، وفي شهر أغسطس وسبتمبر ترفع المخيمات ليعودوا إلى متليلي مرة أخرى ويختموا الدورة السنوية.

والمناطق التي ينتجع فيها الشعانبة مناطق شاسعة وتمتد من الحدود الليبية شرقًا حتى العرق الغربي الكبير غربًا، ومن وادي مزاب حتى عين صالح جنوبًا.

والخيمة العادية للشعانبة الرحل تحتوي على ما يتراوح بين ٤ و ٥ أشخاص و ٥ أو ٦ جمال ونحو ١٢ رأس من الغنم وعدد من الماعز وحمارين أو ثلاثة وكلبين وعددًا من طيور الدجاج، وبينما يقوم الرجال بالرعي أو البحث عن المراعي، تعني النساء بتربية الاطفال ويقمن بالأعمال المنزلية بمساعدة. خادم من السود، عادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>