وكذلك يقوم الشعانبة بنشاط مشهور في الصيد مستعينين بالفهد الصياد لاقتناص النعامة والغزال والأرانب، والفهد الصياد كان لا يزال موجودا بكثرة في بني مزاب ومتليلي عند دخول الفرنسيين إلى هذه المناطق، بل إن عدذا صغيرًا منها كان لا يزال يعيش في غرب الصحراء الطرابلسية حتى سنة ١٩٣٨، وربما بقيت منها بقية حتى اليوم.
تملك فعظم عائلات الشعانبة الرحَّل أشجار أو بساتين النخيل، يعني بها الحراثون من السود، كما تملك منازل عند اتمك البساقين، وأحيانا في المدن أيضًا، ولكنهم قلما يشغلون تلك المنازل بأنفسهم، وإنما هم يؤجرونها أو يتركون فيها بعض الأقارب الذين لا قدرة لهم على التجوال والترحال، وأما الفقراء من شعانبة متليلي ممن لا يملكون سوى عدد صغير من الجمال والأغنام، فهم لا يرحلون إلا في شهر فبراير أو مارس ويعودون في منتصف فصل الصيف، تاركين وراءهم أفرادًا من عائلاتهم ليتولوا العناية بنخيلهم بدون مساعدة الحراثين والخماسين.
ومعظم بساتين النخيل والحدائق التي تنتج، فيما تنتجه، في متليلي البصل والجزر واللفت والطماطم، تروى بمياه تستخرج من آبار يتراوح عمق البئر منها بين ٣٥ و ٨٠ قدمًا.
وعندما يعود الشعانبة الرحل إلى منازلهم في متليلي في فصل الخريف يقومون ببيع منتجاتهم من الحيوانات والجلود والصوف ومنتجات الألبان وثياب الصوف، ويشترون في مقابل ذلك ما يحتاجون إليها من الحبوب والشاي والقهوة والمنتجات المستوردة مثل السكر والثياب القطنية والمصوغات … إلخ، والأسواق التي يترددون عليها للتبادل التجاري، هي غرداية وغدامس التي يشترون منها السروج والنعال وغير ذلك من المصنوعات الجلدية، وفي أوقات القحط والشدة، يضطر الرحَّل من الشعانبة إلى بيع السجاد الذي تنسجه نساؤهم للاستعمال المنزلي.
وفي العهود الغابرة كان الشعانبة يسيطرون سيطرة كاملة على تجارة القوافل التي تجري بين شواطيء الجزائر وتمبكتو والبلاد الواقعة على نهر النيجر، وقد كانت