للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت أكثرها عددًا وقوة وكانت تسكن (شمال المملكة العربية السعودية) في دومة الجندل قرب (سكاكة)، ويوجد في الشام فروع كثيرة منها وكان من (عُذرة) - بني كَلْب بن وبرة - زيد (١) بن حارثة رضي الله عنه الذي تبناه الرسول فترة من الزمن وكان يُدْعى زيد بن محمد حتى حرَّم الله التبني فدُعِي زيد بن حارثة، وقد رفض العودة مع أبيه وقومه حبًا في الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد تزوج زينب بنت جحش الأسدية ثم طلقها بعد تعاليها عليه، وقد أنزل الله في قرآنه وأحل رواج النبي - صلى الله عليه وسلم - بها بعد زيد حتى لا يكون هناك حرج على زواج نساء الأبناء بالتبني، وفي نفس الوقت حُرِّم التبني في الإسلام، وكان زيد صبيًّا قد أسِر في غزوة من قبل بنو الجسْر من (القين) القُضَاعيين على قبيلته القُضَاعية - بني كَلْب، وقد بيع في مكة فاشترته السيدة خديجة - رضي الله عنها، وقيل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اختاره واستبقاه له، وقد قُتل شهيدًا في حروب المسلمين بالشام مع الروم (غزوة مؤتة)، وكان ابنه أسامة بن زيد قائدًا وهو شاب صغير آخر أيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - في غزوة إلى الشام (البلقاء والداروم - فلسطين) كما ذكر ابن هشام، والبلقاء في بلاد الأردن الأن إلى أقصى الشمال من المملكة الأردنية الهاشمية.

وكانت بلاد قُضَاعة في الشحر ثم نجران ثم الشام كما سوف نُلخِّص ما ورد في معجم ما استعجم للبكري .. وكان للقُضَاعيين ملْكٌ في بلاد الشام والحجار إلى بلاد العراق وفي إيلة وجبال الكرك بالأردن إلى مشارف الشام، وقد استعملهم الروم على بادية العرب هناك، وقد غزا عمرو بن العاص ناحية من بلاد قُضَاعة (عُذرة) في غزوة ذات السلاسل في ٧ هـ في حياة الرسول، وكان القُضَاعيون أشداء في الحروب، وقد حاربوا مع الروم في الشام ثم تركوا هرقل تباعًا وأسلم منهم كثيرون .. والتفصيل عن قبائل قُضَاعة لا يتسع لنا في هذا المجال وسنكتفي فقط بقبيلتي بَلِّي وجُهْيَنة لأنهما القبيلتين اللتين حافظتا على كيانهما القَبَلي حتى الآن دون سائر قُضَاعة.


= وانظر عنهم في المجلد الخامس القسم الثاني من موسوعة القبائل طبعة عام ٢٠٠١ م - ١٤٢١ هـ بدار الفكر العربي بالقاهرة.
(١) زيد بن حارثة ذكر اسمه في القرآن الكريم وهذا شرف عظيم له، وقال الله تعالى: { .... فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا … (٣٧)} إلخ [الأحزاب].

<<  <  ج: ص:  >  >>