تلك أمثلة لقوة رباط العلم بين أهله ومحبيه، مع أن هناك اتصالا وثيقًا بين الجذالين وآل عتيق، إن من مشايخ الشيخ سعد بن سعود الشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبد العزيز بن حمد بن عتيق الذي أخذ العلم عنه أيضًا الشيخ سعد ابن إبراهيم بن فالح.
وكان الشيخ حمد بن علي بن عتيق والشيخ سعود بن مفلح من طلاب الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في زمن واحد. وكان الشيخ حمد بن علي بن عتيق يأتي من بلدة العمار إلى ليلى أسبوعيًّا، فيمكث عند الشيخ سعود ابن مفلح من صباح يوم الجمعة إلى صباح يوم السبت، وعند آل فالح بن مفلح من صباح السبت إلى صباح الأحد رغبة في مجالس العلم، وحرصًا على تعليمه للناس حيث يجتمع طلبة العلم في مجلس الشيخ سعود بن مفلح ويأتي الشيخ حمد للاجتماع بهم ومحادثتهم.
ومن حرصهم -رحمهم اللَّه- جميعًا على التواصل والتقارب أن أعطى أبناء الشيخ سعود بن مفلح الشيخ عبد العزيز بن حمد آل عتيق أرضًا في الجهة الجنوبية من قصر آل مفلح فأقام عليها بيتًا جُدره باقية إلى اليوم. . وصدق من قال: إن العلم يهذب النفوس ويزكيها.
كما كان لكبار الجذالين صلة وثيقة بالأسرة الحاكمة الكريمة منذ زمن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود حيث كان نتيجة الوفد الذي قدم من الأفلاج أن أرسل معهم الإمام عبد العزيز والشيخ محمد بن عبد الوهاب الشيخ دخيل بن جذلان معلمًا للناس وداعيًا إلى اللَّه.
ومن بعدهم الإمام عبد اللَّه بن فيصل بن تركى، ولمعرفته بالشيخ سعود بن مفلح وقدرته عرض عليه القضاء، ولكن الشيخ -رحمه اللَّه- اعتذر من الإمام تورعًا منه وحرصًا على التفرغ للتعليم والتدريس حيث كان يجلس ثلاث مرات يوميًّا لطلبة العلم.
ولما عزم الملك عبد العزيز -رحمه اللَّه- على توحيد الجزيرة العربية هب معه فتيان من الجذالين ومنهم ناصر بن محمد بن ناصر الجذالين الذي التحق بجيش الملك عبد العزيز بعد فتح الرياض مباشرة، واشترك في كثير من مهام الجيش حتى