للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما نفزاوة فكانوا أيضًا خوارج، وخضدت الدول شوكتهم، وزاحمهم الأعراب من بني سُلَيْم في موطنهم فافترقوا في القبائل، ولم يكن لهم في العصر البربري كبير شأن.

وأشهر مواطن نفزاوة جنوب قسنطينة غربي الجريد يتصلون بالرمال. قال اليعقوبي: "ولهم عدة مدن عظماها التي ينزلها العمال يقال لها بشرة" اهـ. ولهم بطون في جميع أقسام المغرب منها غساسة بنواحي مرسى مليلة وزاتيمة بساحل برشك وزهيلة بنواحي بادس منهم في عهد مشيخة ابن خلدون وأبو يعقوب البادسي المشتهر بالولاية وسوماتة بنواحي القيروان منهم منذر بن سعيد قاضي عبد الرحمن الناصر بقرطبة ومرنيسة لا يعرف لهم موطن، ومنهم أوزاع بين أحياء للعرب بإفريقيا، ومنها مجرة وورسيف ومكلاتة لا يعرف لهم موطن، ومنها ولهاصة وهي ذات أفخاذ منها ورفجومة وورتدين، ومن ورفجومة زكولة وزجالة.

وتعرف بولهاصة أمتان إحداهما بساحل تلمسان مجاورة لكومية اندرجت فيها، والأخرى ببسيط بونة استعربت في زيها ولغتها وسائر شعائر العرب، قال ابن خلدون: "وهي في عداد القبائل الغارمة، ورئاستهم في بني عريف منهم (وفي بعض نسخه عريض) وهي لهذا العهد في ولد حازم بن شداد بن حزام بن نصر بن مالك بن عريف (وفي بعض النسخ عريض أيضًا) وكانت قبلهم لعسكر بن بطان منهم" اهـ.

وورفجومة افترقوا بعد ركود ريح الخوارج أوزاعا في القبائل، وبقي من زجالة منهم فرق بمرماجنة وهنالك قرية ببسيطها تنسب إليهم، وكان منهم محمد بن سعيد الزجالي من كتاب بني أمية، وداعبه بعض الوزراء فأجابه بما أحفظه. فشكاه الوزير إلى الحاجب عيسى بن شهيد، فقال له الحاجب في ذلك. فأنشده:

وما الحر إلا من يدين بمثل ما … يدان ومن يخفي القبيح وينصف

همو شرعوا التعريض قذفا فعندما … تبعناهمو لاموا عليه وعنفوا

<<  <  ج: ص:  >  >>