للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى جلسة شعرية خرج إبراهيم بن العباس ودعبل بن علي الخزاعي وأخوه رزين في نُظرائهم من أهل الأدب رَجَّالةً إلى بعض البساتين في خلافة المأمون، فلقيهم قوم من أهل السواد من أصحاب الشَّوك "كانت توقد به التنانير في العراق" قد باعوا ما معهم من الشوك، فأعطوهم شيئًا، وركبوا تلك الحمير، فأنشأ إبراهيم يقول:

أُعيضَتْ بعد حَمْل الشَّو … ك أحمالًا من الحُرْفِ (١)

نشاوى لا من الصَّهْباءِ … بَل مِن شدَّةِ الضُّعْفِ (٢)

فقال رزين:

فلو كنتم على ذاكَ … تَؤولونَ إلى قَصفِ

تَساوتْ حَالُكم فيه … ولم تَبقَّوا على خَسفِ (٣)

فقال دعبل:

وإذ فَاتَ الذي فَاتَ … فَكُونوا من بني الظَّرْفِ (٤)

وَمُرُّوا نَقصَف اليومَ … فإنِّي بَائعٌ خُفّي (٥)

فانصرفوا معه فباع خُفَّه وأنفقه عليهم.

ولقد وردت ثلاثة أبيات من الشعر نسبت إلى رزين بن علي الخزاعي في الحماسة البصرية وفيها يقول:

فَوَاحَسْرَتَا لم أقض منكمْ لبانة … ولم أتمتع بالجوار وبالقربِ

يَقُولونَ هذا آخر العهد منهم … فقلت وهذا آخر العَهد من قلبي

ألا يا حمام الشعب: شعب مرهق … سَقَتْكَ الغوادي من خمام ومن شَعبِ (٦)


(١) أحمالا: في الديوان أوقارًا (٢٨٧).
(٢) في الديوان: نشاوى لا من السُّكر … ولكن من أذى الضعف
(٣) عجز البيت في ديوان دعبل ٢٨٧ "ولم تعنوا على الخسف".
(٤) ورد في الديوان: فإذ فات الذي فات … فكونوا من ذوي الظَّرف
(٥) القصف: اللهو واللعب، يقال: إنه مولد (الصحاح).
(٦) الحماسة البصرية ٢/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>