للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأثبج فاستمالهم وفرض لهم عطاء - مخصصات - فتوطد بذلك له سلطان وملك واسع (١).

ومن ذلك أن الملك الحفصي أبا زكريا حينما اعتزم الزحف على تلمسان وغيرها من المغرب الأوسط استنهض معه فروع بني هلال وبني سُلَيْم في مملكته فتثاقلوا فما زال يلطف لهم الحيلة في استنهاضهم وتنبيه عزائمهم حتى ارتحلوا معه وتمكن نتيجة لذلك من الاستيلاء على تلمسان (٢).

ومن ذلك أن ابن عم للمستنصر الملك الحفصي اسمه قاسم خرج عليه فطارده فلجأ إلى قبيلة رياح الهلالية ونزل على أميرها شبل بن موسى فأجاروه وبايعوه وكان فروع أخرى من بني هلال وبني سُلَيْم موالين للمستنصر فجمعهم وغزا بهم قبيلة رياح وشردها (٣).

ومن ذلك أن أبا فارس عزوز الملك الحفصي القوي أراد أن يكسر شوكة بني سُلَيْم والأثبج من فروع بني هلال ويحد من شأنهم فاستصرخوا السلطان المريني الذي كان إذ ذاك على خلاف وعداء مع عزوز فأمدهم بالمال والرجال وانضم أحد أمراء الحفصيين منازعا لعزوز فزحفوا سنة ٨١٢ هـ على تونس، غير أن عزوزا استطاع أن يردهم ويتغلب على ابن عمه (٤).

ومن ذلك أن الموحدين حرضوا قبائل رياح على المرينيين حينما برزوا لمنافستهم ومناوأتهم وكانوا حينذاك أشد قبائل العرب قوة وشوكة وأكثرهم خيلا ورجالا فأخذوا يتصاولون معهم ويشتبكون اشتباكات شديدة، وقد كانت لهم في بعض الجولات الغلبة على المرينيين حتى أن زعيمهم عبد الحق قتل في إحداها. غير أن المرينيين انتصروا في النهاية عليهم وأثخنوا فيهم وأجبروهم على الإذعان لهم وأداء أتاوة سنوية إليهم (٥).


(١) ابن خلدون ج ٦ ص ١٨٩ - ١٩٨.
(٢) نفس المصدر ص ٢٨٧.
(٣) ص ٢٨٨ - ٢٨٩ نفس المصدر.
(٤) خلاصة تاريخ تونس لحسن حسني عبد الوهاب ص ١٢٤
(٥) ابن خلدون ج ٧ ص ١٦٩ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>