للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تزويجه من ابنتهم "قطنة" لكنه عاد إلى بلاده، وهناك قابله العلَّامة التشيكي لويس موزل الذي يعمل لحساب الإمبراطور النمساوي، وكان ذلك عام ١٨٩٨ م، وقال عنه: إنه صديق لمصر، وله نفوذ كبير.

وفي عام ١٩٠٦ م تحددت الحدود بين مصر وفلسطين، فانقطعت الصلة بينهما، ومرت فترة خمول لآل أبي ستة حتى الحرب العالمية الأولى. ففي عام ١٩١٤ م، تجند العرب لمقاومة الإنجليز في القتال، وذهب ١٥٠٠ فارس من بين قادتهم سليمان صقر أبو ستة إلى قَطْيَّة، واشتبكوا مع جنود المستعمرات البريطانية، وانتصروا عليهم وقتل سليمان في ١٥ نوفمبر ١٩١٤ م، وجاء ذكره في المسجد الأقصى بالقدس.

وفي عام ١٩١٦ م آوى أحمد صقر أبو ستة مفتي غزة أحمد عارف الحسيني وابنه مصطفى اللذين كانا في طريقهما للانضمام إلى الثورة العربية، فطاردهما الأتراك وشنقوا أحمد عارف وأعدموا ابنه ونفوا أحمد صقر إلى قونية بتركيا ومات هناك، وهكذا مات أخوان هما سليمان وأحمد صقر للدفاع عن بلادهم ضد أعداء مختلفين.

وفي أوائل عام ١٩١٧ م، جفل العرب إلى شرق بئر السبع أمام زحف جيش الاحتلال البريطاني، وزحفت قوات الخيالة الأسترالية التي كانت مرابطة في تل الفارعة في وادي السبع في حركة التفاف من الجنوب والشرق نحو مدينة بئر السبع، واحتلتها مساء ٣١ أكتوبر عام ١٩١٧ م وبهذا الاحتلال البريطاني الذي مهد الطريق للاحتلال الصهيوني بعده، وبعد يومين في ٢ نوفمبر ١٩١٧ م أعلن وعد بلفور الإنجليزي المشئوم أن فلسطين هي الوطن القومي لليهود، وهو وعد من لا يملك لمن لا يستحق دون علم صاحب الأرض وهم عرب فلسطين.

وفي عام ١٩١٨ م أصبح الشيخ حسين دهشان صقر شيخًا على آل أبي ستة بعد وفاة والده وعميه سليمان وأحمد، وكان حكيمًا بعيد النظر سافر إلى مصر عدة مرات وتأثر بحركة التنوير والإصلاح الاجتماعي التي بدأها محمد عبده، وثورة عرابي الوطنية التي وصلت آثارها إلى فلسطين وبني على نفقته عام ١٩٢٠ م أول مدرسة ما بين خان يونس وأم رشرش (إيلات)، وفي عام ١٩٢١ م قابل

<<  <  ج: ص:  >  >>