قبيلة في جبال طيئ ونهبت أموالها. كانت هذه القبيلة في تلك الحقبة من أبنائها حكام في العراق والشام، ولهذا حرَّضوا وساعدوا القبائل الأخرى لتُكوِّن تحالفًا ضد عبس في نجد ويستمر سنين، وتغلب الكثرة الشجاعة وتنهزم قبيلة عبس ويُفرض عليها شروط الانسحاب من الديار التي احتلوها وإخلاء الحرَّة والتحول إلى الحجاز.
وهذه الأحداث كما ذكرها المؤرخ التركي أيوب صبري باشا في كتابه مرآة العرب والبتنوني وغيرهما. وأورد ذلك تفصيلًا على العمدة سليم - رحمه الله - في مخطوطاته عن رشيد الزول قائلا:
"بعدما عاد رشيد الملَّقب (الزَوْل) ليطرد البقايا التي بقيت من تلك القبائل ويمكّن عبس الذين عُرفوا باسم بني رشيد من ديارهم في نجد ويحررها، عِلمًا بأن عبس طيلة هذه الفترة كانوا يهجمون على تلك القبائل حتى جعلوا المنطقة خالية ترعب من يدخلها وكانوا ينتقمون من القبائل التي حالفت تلك القبيلة حتى أن تلك القبيلة رحلت إلى الشام خوفًا من الانتقام ودخلت الحضارة وتركت البداوة.
وبعد عودة رشيد الزول العبسي إلى ديار قومه من عبس وغطفان في بداية القرن الثامن الهجري قام بحفر بئر شداد الجاهلي (١).
(١) وهي المعروفة ببئر الشدادي في هذا العصر ويقع هذا البئر في وادي الغميس بين المدينة المنورة والصلصلة.