النعمان الذي توفي سنة ٤٣١ ميلادية. ورزق حماد ولدا سماه (زيدا) الذي تعلم القراءة والحساب بالعربية والفارسية.
وجعله كسرى على البريد وكاتما لسره وهو منصب لم يشغله عربي قبله، ولما هلك النعمار الأكبر صار زيد ملكا على الحيرة. وكان لزيد هذا ولد جميل الوجه فائق الحسن اسمه (عدي) يجيد القراءة والكتابة ويقول الشعر ويحسن الرماية ضمه كسرى إلى ديوانه ثم أرسله سفيرا إلى ملك الروم، ولما عاد علم بوفاة أبيه زيد.
وقدم عدي الحيرة فتلقاه ملكها خير لقاء، وعرض عليه أهل الحيرة أن يكون ملكهم، لكنه آثر الصيد واللهو والزواج بابنة الملك المنذر.
ثم غضب عليه ملك الحيرة النعمان فحبسه حبسا انفراديا .. فقال:
سعى الأعداء لا يألون شرا … شرا على ورب مكة ........
ففزت عليهم لما التقينا … بتاجك فوزة القدح الأريب
ألا من مبلغ النعمان عني … وقد تهدى النصيحة بالمغيب
أحظى كان سلسلة وقيدا … وغلا والبيان لدى الطبيب
وكتب عدي إلى أخيه أبي بن زيد يشكو حاله، فكلم أُبي كسرى الذي كتب إلى النعمان بإطلاق سراحه .. لكن النعمان قتل عديا حين علم بورود أمر كسرى وسار ابن عدي واسمه زيد إلى كسرى فأعجب به كسرى وقربه، وحرضه زيد على الزواج من بنات النعمان، قاتل أبيه، وامتنع النعمان ورفض ذلك، وسجنه كسرى حتى مات.
وكان عدي شاعرا فحلا، سارت أشعاره أمثالا حتى يومنا.
وله ديوان شعر فيه قصائد العظة والغزل والأمثال والمدح والعتاب … إلخ.