للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - هناك سلالات يدعي بعضها اشتراك أجداده في هذه الحرب فيسمي بعضهم ويقول لك: جدي الثامن أو التاسع. وقاعدة معرفة تأريخ مثل هذه السلسلة: هو ضرب عدد الأفراد في أربعين سنة أي ٨ × ٤٠ = ٣٢٠ سنة. أو ٩ × ٤٠ = ٣٦٠ سنة. فإذا عرفت أن هذا الحساب أجري سنة ١٣٩٢ هـ عرفت أن هذه المدة واقعة في القرن الحادي عشر إذا صح حساب الرواة.

وتبدأ قصة هذه الحرب الطاحنة بين القبيلتين بروايات متواترة لا يكاد يختلف فيها اثنان. فيقولون: كان ابن هَذَّال أمير العمارات من عنزة قد نزل الحناكية في الخريف بعد جداد النخل، فنزلت إليه أحياء من حرب منهم بنو علي من مسروح، وكانت الحناكية هذه بئر يستقي منها، وكان لعنزة شباب فيهم نزوة ونزق، فوردت البئر بنت ابن دهيِّم أمير بني علي قبل إمارة الفروم، فملأت قربة لها فطلبت من أحد الحاضرين على البئر أن يحمل عليها القربة، وكان من شباب عنزة، فحمل القربة حتى إذا استوت بها رفع ثوبها من خلاف فعلقه في مؤخرة القربة فانكشف ثوبها عن سوأتها، وكان النساء في ذلك العهد لا يلبسن السراويل، وعندما غادرت البئر كانت عورتها بادية لكل من له عين يبصر بها، فصاح بها الناس (يا حرمة استري نفسك)! فقالت: إذا كان لي رجال يسترونني. وكانت قد قالت لأبيها: إنك مجاور لا كما يجاور العربي العربي، ولكن جوار ذل وخضوع. فما كادت تجد هذه حتى عرضت على المجنس وكان فيه أبوها وابن هَذَّال وكبار القوم، فلما اقتربت من المجلس انحرفت بحيث تبدو لهم عورتها. فلما رأوها بدرت من ابن هذَّال ابتسامة تشفي، بينما اسودت وجوه من حضر من حرب. وفورًا تفرق المجلس، فاجتمع كل أمير بقومه، وتدارس أمره، وكان ابن طريّف من بني علي أيضًا قد وصل مقامًا بين العرب في القضاء حتى ضرب به المثل (مُصَدِّرة من عند ابن طريّف) فالقضية التي يحكم فيها ابن طريف غير قابلة للنقض من بقية

<<  <  ج: ص:  >  >>