للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ يَعْصُرَ بَيْنَنَا … دَاءُ الضَّرَائِرِ بُغْضَةً وتَقَافِي

مَنْ يُثقَفَنْ مِنَّا فَلَيْسَ بِآيبٍ … أَبَدًا وَقَتْلُ بَنِي قُتَيْبَةَ شَافِي

قال: قالت هذه الأبيات في حرب بينهم وبين باهلة.

قال س (١): هذا موضع المثل:

هَيْهَاتَ تَطلُبُ شَيْئًا لَسْتَ مُدْرِكَهُ … مَن لِلأَصَمِّ بِصَوْتِ البَمِّ والزِّيْرِ؟

هيهات أن ينتفع المستفيد مما ذكره ابن السيرافي في هذا الشعر بشيء.

ليس هذا الشعر لبنت أبي الحصين من مَذْحِج، وإنما هو لابنة مرة بن عاهان، قالته حين قتلت باهلة أباها بأرمام، وهو:

إنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ يَعْصُرَ بَيْنَنَا … دَاءُ الضَّرَائِر بُغْضَةً وَتَقَافِي

مَنْ يَثْقَفُوا مِنَّا فَلَيْسَ بِوَائِلٍ … أَبَدًا وقَتْلُ بَنِي قُتَيْبَةَ شَافِي

ذَهَبَتْ قُتَيْبَةُ فِي اللِّقَاءِ بِفَارِسٍ … لا طَائِشٌ رَعِشٌ وَلا وَقَّافِ

ويفهم مما تقدم أن الوقعة حدثت في موضع يدعى (أرمام)، وقد جاء في "خزانة الأدب" (٢): كان المنتشر رئيسًا فارسًا، وكان رئيس الأبناء يوم أرمام، وهو أحد يومي مضر في اليمن، كان يومًا عظيمًا قتل فيه مرة بين عاهان وصلاءة بن العنبر والجموح ومعارك، واسم (أرمام) يطلق على موضعين:

أحدهما في بلاد باهلة بقرب وادي الركاء، على مقربة من وادي السُّرة وجبل يذبل (صَبْحا الآن) ولعله هو المذكور في الوقعة لتوسطه بين بلاد القبائل اليمنية، والقبائل المضرية.

أما الموضع الثاني فيقع في شمال القصيم وهو وادٍ من روافد وادي الرمة الشمالية ومن المستبعد أن تكون الوقعة حدثت فيه.


(١) أي: الأسود الأعرابي المؤلف.
(٢) ١٠/ ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>