للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتحسن الإشارة إلى أن مرة بن عاهان الوارد في الخبر كان قتله المنتشر بن وهب الباهلي ومُرَّة من بني الحارث بن كعب على ما جاء في "خزانة الأدب" (١) فقد ذكر أن الأبيات الثلاثة: رواها أبو عبد اللَّه محمد بن عمران المرزباني في كتاب "أشعار النساء"، قال: كتب إلى أحمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عمر بن شَبَّة قال: قالت بنت مرة بن عاهان أبي الحصين لما قتلته باهلة:

إِنَّا وَبَاهِلَةَ بْنَ أَعْصُر

ثم أورد الأبيات، وقال بعدها: ومرة بن عاهان بن الشيطان بن أبي ربيعة ابن خيثمة بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، أحد قبائل اليمن، وكان عاهان شريفًا عظيمًا بينهم، ويقال له: هاعان أيضًا، وهو جاهلي قديم.

ومعروف أن قبيلة بني الحارث بن كعب من مَذْحِج، وكانوا يسكنون نجران، وما حوله، ولا يزال لهم فيه بقية، وقد حالفت بنو الحارث مَذْحِج، و (مَذْحِج) هم المعرفون الآن باسم (قحطان) جنوب شرق بلاد عسير.

وأورد صاحب "الخزانة" (٢) أيضًا عن المرزباني في كتاب "أشعار النساء" (٣) بالسند إلى أبي عُبيدة، قال: كان المتتشر بين وهب الباهلي يُغاور أهل اليمن، فقتل مرة بن عاهان الحارثي فقالت نائحته:

يَا عَيْنُ بَكِّي لِمُرَّةَ بنِ عَاهَانَا … لَوْ كَانَ قَاتِلُهُ مِنْ غَيْرِ مَنْ كَانَا

لَوْ كَانَ قَاتِلُهُ قَوْمًا ذَوِي حَسَبٍ … لَكِنَّ قَاتِلَهُ بَهْلُ بْنُ بَهْلانَا

قال أبو عبيدة: ما هجوا بمثله، لأنها صغرت بهم، وأنما أرادت باهلة.

انتهى ومعروف أن أبا عبيدة هو مؤلف كتاب "مثالب باهلة" فلا يستكثر منه هذأ القول، وقد يكون هذا القول عن كتابه؛ وهجاء باهلة هذا من قبيل (أوسعتهم ذَمّا وأودوا بالإبل).


(١) ١١/ ٤٠٣.
(٢) ١١/ ٤٠٠.
(٣) طبعت قطعة من كتاب "أشعار النساء" ليس فيها هذا الخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>