١ - غلبت الطبيعة الجبلية على المنطقة مما يؤدي إلى صعوبة التنقل بين مناطقها المختلفة، ويجعل السكان شبه محاصرين في أماكن تواجدهم.
٢ - تزايد السكان بشكل مضطرد وبنسب عالية تفوق الأوضاع الطبيعية مما يجعل مناطق سكنهم تضيق بهم.
٣ - صغر المساحات الصالحة للزراعة بما يمكن أن يكفي حاجة السكان، إضافة إلى مرور فترات جفاف بالمنطقة تؤدي إلى مجاعات تدفع القاطنين بها إلى الهجرة الجماعية.
٤ - الصراعات القبلية التي قد تنتج عن الأسباب السابقة، أو نتيجة للعلاقات العشائرية التي تتسم بالحدة والعنف، مما يؤدي إلى هجرة بعض القبائل طلبا للسلامة والنجاة من تلك الصراعات.
٥ - وجود ميل فطري وطباعي لأبناء القبائل العربية للهجرة والترحال وهوأمر شائع في البادية العربية بشكل عام، وهو ما يطلق عليه (النزوح) وهو عادة أو تقليد بدوي عشائري لا يزال قائمًا في بعض المناطق وبين بعض القبائل حتى اليوم.
وغالبا ما تتخذ هجرات القبائل من الجنوب إلى الوسط والشمال نمطا أساسيا، حيث تؤدي مجمل العوامل السابق ذكرها إلى اندلاع الصراعات بين القبائل والعشائر، بل بين البطون والأفخاذ داخل القبيلة الواحدة، ويتركز الصراع حول مواطن الكلأ (الرعي) ومصادر المياه التي لا تكفي حاجة جميع القاطنين في المنطقة، مما يوجب على فئة منهم الرحيل عنها، حتى لايؤدي الصراع إلى هلاك الجميع، كما أن الهجرة من المنطقة لا تحدث بصورة تامة بل على مراحل متدرجة، فقد تنزح القبيلة مثلا إلى منطقة تثليث أولًا وتستقر فيها بعض الوقت، ثم تنزح بعد ذلك إلى بيشة ثم تنتقل منها إلى نجد حيث الأراضي المنبسطة والاتصال الطبيعي مع مناطق الوفرة في المراعي والأراضي الزراعية في الوسط والشمال وسواحل الخليج أيضًا، حيث يوفر البحر الفرص للعمل في الصيد والتجارة وغير ذلك من المهن التي لا يمكن ممارستها في المناطق الجبلية.