لَمْ تصل نجدتان واحدة عن طريق البحر والأخرى عن طريق البر وكانت أكثر منتجعات الجوازي بموقع الآبار، ولما وصلت هذه النجدة مع تلك الانتصارات التي أحرزها العلايا تسرب الذعر والرعب في صفوف الجوازي فانسحبوا بعد معارك طويلة أظهروا فيها من الشجاعة والإقدام ما جعلهم محل الإعجاب، واستمر الجوازي في انسحابهم والعلايا يطاردونهم إلى موقع أبو سمح، وتابع الجوازي سيرهم إلى مصر ورجع سيف النصر وقومه بخفي حُنَيْن وبدون أن يشترك في القتال مباشرة، وبقي العلايا المنتصرون في برقة فاستولوا على جميع ما يملكه إخوانهم الجوازي. وهذه آخر حرب وقعت بين الجبارنة إذا استثنينا تلك الحروب البسيطة التي وقعت بين بعض العائلات فقط لا بين القبائل ولم تسبب الجلاء لأحد ولم تقع أيضًا حرب بين أهل برقة وغيرهم مما يقولون عنه بحرب الصف إلَّا الذي حصل بين العلايا والحسون وتعرف بحرب زغبا، أو الذي حصل بين المغاربة والزاوية والأخيرة وصلت من جهات طرابلس وتسكن واحة مرادة من برقة الغربية.
ما برح أفراد قبيلة الجوازي يشنون الغارة الفينة بعد الأخرى على برقة فتارة يستأثرون بحيوانات يأخذونها وتارة يرجعون خائبين، ومن بين هذه المرات ويحتمل هي الأخيرة إذ جاء قسم من رجال الجوازي لشن الغارة على العلايا فنشبت معركة كبيرة بين الطرفين عرفت بمعركة كركورة غُلب فيها الجوازي ورجع من بقي منهم فارا. ومن بين القتلى من قبائل العلايا الشيخ رحيم شرادة العشيبي والشيخ الضبع مطرود هيبة، وكانت هناك امرأة من العلايا تزوجت من رجل في قبيلة البراعصة واستوطنت الجبل الأخضر مع زوجها، وقد مر الغزاة من الجوازي بأرض البراعصة، فقال أحد البراعصة للمرأة أن هناك غزاة قدموا من قبيلة الجوازي وتوجهوا إلى أهلك وأخشى أن ينتصروا على قومك، وبعد أيام من ذلك رجع أولئك الغزاة مدحورين فمرت فلولهم مبعثرة بمنتجعات البراعصة فقالت المرأة للبرعصي الذي كان أخبرها بمرور الغزاة منبهة إياه بما قاله: