من الحصار ويعرف بـ (حصار خربيش) ويقال أن رجلًا من العلايا أو بالأصح من عائلة صالح مرّ بناقته فأكلت ظرف رداءه من شدة الجوع فغضب لذلك وهاجت أعصابه وأقسم بأن لا تبقى ناقته بهذا الحصار أكثر مما بقت فإما أن يترك الحرية لناقته ترعى ويحميها وإما يُقتل في سبيلها وعلى من يتولاها بعده رعايتها فهجم العلايا على عدوهم إثر ذلك وانتصروا.
ومن بين المعارك المشهورة في تلك الحرب المعركة التي حصلت بموقع الزريريعية فمات وجرح أثناءها الكثير من الفريقين، وفي هذه المعركة انتصرت كتيبة من العلايا ومن بين فرسان هذه الكتيبة عبد ربه بن محمد قادر بوه وأخوه إبراهيم والشيخ حمد الشبلي فأخذوا رجلًا للشيخ المصري بن عبد النَّبِيّ مطيريد وأسروا زوجته ولما تحققوا من معرفتها أرادوا تخلية سبيلها فقالوا لها: خذي جميع ما تريدين من الأثاث والحيوان وارجعي إلى قومك في أمن وسلام، فأجابتهم قائلته: أني لا أذهب أبدًا فإن كان الرجل رجلًا وهو زوجي المصري حي يرزق فسيأتي وينقذني وجميع ما معي رغم أنفكم وإن كان قد قُتل فلا ضير أن أبقى بينكم ولا حاجة لي بحطام الدنيا بعده، وفعلا فقد صدقت في قولها ووصل لإنقاذها واشتبك مع فرسان العلايا في معركة قصيرة قتل أثناءها حمد الشبلي فكرَّ عبد ربه قادر بوه وأخوه إبراهيم على المصري ليقتلاه أو يُقْتَلا وكان من خيرة الفرسان المحاربين فخاطبهما: قائلما لا أريد قتلكما لأنه يؤلمني وخير لكما أن تذهبا بسلام فقد أنقذتُ رحلي وكفى.
ومن المعارك المشهورة أيضًا تلك التي حصلت بموقع المفلوقة ببنغازي وقُتل فيها من أهل مدينة بنغازي المنتصرون للعلايا ثلاثون رجلًا من بينهم رجلان اشتهرا بقوة البأس والشجاعة وهما (الكيش) و (الدنفير) وبعد هذه المعركة التي انتصر فيها العلايا وصلت الحملة التي قامت بإرسالها حكومةٌ طرابلس القرة مانليه وقتذاك، وقد اختلف في الطريق التي سلكتها هذه النجدة فقائل يقول: إنها وصلت عن طريق البحر إلى طلميثه، وآخر يقول: جاءت عن طريق البر؛ والأخير أصح؛ إذ