ناج ابن جَرْم فما أسباب جيرتكم … بني قدامة أن مولاهم فسدا
دليتموهم بأمراس لمهلكة … جرد تبين في مهواتها جردا
أخرجتموهم من الأحرام فانتجعوا … يبغون خيرًا فلاقوا نجعة حشدا
إلى عُمان فداستهم كتائبنا … يوم الرئال فكانوا مثل من حُصِدا
وانحازت كَلْب من منازلها التي كانوا بها من حضن وما والاه إلى ناحية الربذة وما خلفها إلى جبل طمية، وفي ذلك يقول زهير بن جناب الكلبي وهو يوصي بنيه ويذكر منزلة طمية:
ابني إن أهْلِك فأني قد بنيت لكم بنيه
وتركتكم أرباب سادات زنادكم وديه
ولكل ما نال الفتى قد نلته إلا التحيه
ولقد شهدت النار للسلاف توقد في طميه
ويعني هنا زهير في نظمه هذا يوم خزازى حين أوقدوا النار لكليب التغلبي (بني ربيعة) قائد بني عدنان ضد جيوش اليمن القحطانية. ويقول الراوي: فوقعت بين قبائل (كلب) حرب فاقتتلوا فكانت كلها يدًا على بني كِنَانة بن بكر بن عوف بن عُذُرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب فظهرت بنو كِنَانة كلها.
قال هشام: الصحة من ذلك أن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عُذْرة وعبد الله من كِنَانة بن بكر بن عوف وأحلافهم كانوا يدًا على بني كِنَانة وأحلافها فظهرت بنو كِنَانة على هاتين العمارتين: بنو عامر وبني عبد الله، وفي ذلك اليوم تحالفت أحلَاف كلب كلها فتفرقت كلب كلها وتباينت في ديارها ومنازلها، فظعنت قبائل من بني عامر بن عوف بن بكر إلى أطراف الشام وناحية تيماء فيمن لحق بهم أو كان معهم، وليست لعامر بادية، ونزلت كلب ومن حالفهم وصار معهم من قبائل كلب بخبت دومه إلى ناحية بلاد طيئ من الجبلين وحيزهما إلى طريق تيماء، وبدومه غلبهم بنو عليم بن جناب فقال أوس بن حارثة بن أوس الكلبي (جاهلي) وذلك في الحرب التي كانت بينهم.