للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجوه العثمانيين (٣٥ - ٦٤ هـ). في حين كان زياد بن حناطة الخلاوي (ت ٧٥ هـ) من شيعة بني أمية وكبار موظفيهم. وكان بنو عتاهية السعديون من كبار أتباع الأمويين. بل كان عبد الرحمن بن يحنس قاتل ابن الزبير (٧٣ هـ) من مواليهم.

نفهم من هذا أن تجيب، شأنها شأن معظم القبائل المصرية، ثارت على عثمان متأثرة بدعاية الجماعة التي كان ينتمي إليها ابن أبي حذيفة، والواقع أن الأمر انتهى بأهل مصر جميعًا إلى أن أصبجوا من شيعة علي فيما عدا أنصار عثمان الذين اعتصموا بخربتا (١). ولكن معاوية، زعيم العثمانيين في العالم الإسلامي حينذاك، لَمْ يلبث أن انتزع مصر من سلطان علي سنة ٣٨ هـ وانتقم من أهلها، وقتل ثمانين من تجيب، وبذلك تعادل العلويون والعثمانيون فيها، فكان جندها وأهل شوكتها عثمانية، وكثير من أهلها علوية (٢). والأرجح أن تجيب ظلت في معظمها محتفظة بميولها العلوية. وجعلت فكرة الخوارج تتسرب بعد ذلك إلى مصر، ويبدو أن نشاطها اشتد فيما بين ٤٧ - ٦٢ هـ (٣). ولم يكن ابن الزبير يظهر ويدعو لنفسه حتى استعلن خوارج مصر المستترون وانضموا إلى ابن الزبير وهم يظنونه من مذهبهم، واشتركت قبائل مصر، ومن بينها تجيب مع ابن جحدم والي مصر من قبل ابن الزبير، ضد مروان بن الحكم. والحق أننا لا نستطيع أن نعين ما إذا كان اتجاه تجيب علويا أو خارجيا حينذاك. فالاتجاهان كلاهما كان بارزا ومتحدا في مقاومة الاتجاه العثماني الذي كان يمثله مروان وعدد من أشراف مصر كان بعضهم من تجيب. وبذلك صار أهل مصر حينذاك ثلاث طوائف متعادلة: علوية وعثمانية وخوارج (٤) ولكن انتصار مروان أخلى السبيل للعثمانية فغلبت على مصر، وانكفت السنة العلوية والخوارج (٥). ويبدو أن تجيب سايرت الوضع الجديد وإن ظل جزء محتفظا بميوله الخارجية ليثور على الدولة بين الحين والحين.


(١) الخطط ج ٤ ص ١٤٦ النجوم ج ١ ص ١٠٧.
(٢) الولاة ص ٢٨ - ٣٠، الخطط ج ٤ ص ٥١ النجوم ج ١ ص ١٠٩ - ١١١.
(٣) الخطط ج ٤ ص ١٥١.
(٤) الولاة ص ٤٠ - ٤٤ الخطط: ج ٤ ص - ١٥١ النجوم ج ١ ص ١٦٥ - ١٦٧.
(٥) الخطط ج ٤ ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>