للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - أبو هريرة: عبد الرحمن بن صخر الدوسي: لما دعى الطفيل دَوْسًا إلى الإسلام لم يجبه إلا أبو هريرة، وكان هو وأهله في جبل يقال له ذو رمعا (١)، فلقيه بطريق بَرَحْرَح (٢)، وكان يزحف في العقية من الظلمة ويقول:

يا طولها من ليلة وعنائِها … على أنَّها من بلدة الكُفْرِ نَجَّتِ (٣)

وكان اسمه في الجاهلية عبد شمس، فسماه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عبد الرحمن وكناه أبا هريرة، لأنه وجد هرة فحملها في كمه فقيل: ما هذه؟ فقال: هريرة. فقال: "يا أبا هريرة"!.

أسلم عام خيبر، وشهدها، ثم لازم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

واستعمله عمر على البحرين ثم عزله، وأراده عليٌّ ليعمل له فأبى، وسكن المدينة حتى توفي في العقيق سنة تسع -أو سبع- وخمسين - عن ٧٨ سنة - وحمل من قصره من العقيق إلى المدينة، فدفن في البقيع (٤).

وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثًا، وذكر أبو محمد بن حزم أن مسند بقيِّ بن مخلد احتوى من حديث أبي هريرة على خمسة آلاف وثلاثمائة حديث وكسر (٥).


(١) كذا في "الأغاني" ج ١٢ ص ٥١. وفي طبعة دار الكتب ج ١٣ ص ٢١٩: (ذو رمع) وأشار في الحاشية إلى أن في إحدى النسخ: (ذو منعا) وقال المحقق: صوابه ما أثبتنا. قال ياقوت: موضع باليمن. وأقول: قال الأستاذ علي بن صالح الزهراني في كتاب بعثه إلي -وسأورده بنصه-: (عقبة ذي منما تقع غربي آل حجاف تؤدي إلى الحجرة بتهامة - عن طريق وادي الجرداء).
(٢) في المطبوعة: (فلقيه بطريق يزحزح) ولا معنى لهذا.
(٣) "الأغاني": ١٢/ ٥١ - ٥٢ طبعة الساسي.
(٤) قال ياقوت (معجم: ٢/ ٥١٢) في لحف جبل طبرية قبر يقولون أنه قبر أبي هريرة رضي اللَّه عنه وله قبر بالبقيع، وقبر بالعقيق. وقال (٤/ ١٠٠٧): يبنى بليد قرب الرملة فيه قبر صحابي بعضهم يقول: هو قبر أبي هريرة، وبعضهم يقول: قبر عبد اللَّه بن سعد بن أبي سرح.
(٥) "الإصابة" رقم ١١٩٠ (من الكنى).

<<  <  ج: ص:  >  >>