للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاتحادي المبدأ، ولكن ابن صويط لم يشأ أن يعادي ابن سعود فأرسل إليه يطلب العفو فعفا عنه) (١) فأوغر ذلك صدر ابن سعدون فبدأ يترصد لقوافل الظفير فنجده في عام ١٣٣٤ هـ يأخذ ابن ضويحي ومن معه من عربان الظفير بالقرب من سوق الشيوخ (٢)، ثم يردُّ الكرة الشيخ حمود بن صويط ويغير على أهل الموصل عام ١٣٤٠ هـ ويأخذ منهم خمسة وثلاثين ألف (٣) ليرة، ولما قام الإخوان على عهد الملك عبد العزيز وأشاعوا الخوف في الأرض وقد اتجهوا إلى العراق وقبل أن يصلوا إليه تواجهوا مع قبيلة الظفير عند عين حمود بن صويط، وكان يقود هذا الغزو ويرأسه من الإخوان ولد هزاع بن شقير الدوي ولكن الظفير كانوا منتذرين بهم وحصل بينهم قتال شديد قتل فيه أكثر الغزو، ومنهم ولد هزاع بن مشل (٤)، وهذه الغزوة تعرف عند الظفير ب (القصير) وكانت عام ١٣٤٢ هـ، ولقد رحل ابن صويط بعدها إلى الملك عبد العزيز في الرياض وبايعه على أن ترد المنهوبات التي أخذها الظفير من أهالي نجد، يقول الريحاني: (تكررت الإغارات من العشائر بعضها على البعض الآخر، وكان عربان المنتفق الظفير يسطون وخصوصًا على عشائر نجد، فكتب السلطان عبد العزيز إلى حكومة العراق يسترعي نظرها للأمر ويطلب أن يردع الأشقياء وترد المنهوبات التي نهبت من عشائره، أما هذه المنهوبات فكان أكثرها عند الظفير، وشيخها نافر من تلك الحكومة الجديدة بل خارج عليها فلم تملك قيادة ولا كان لها في عربانه الأمر المطاع، قال (السير برسي كوكس) (٥) في تقريره إلى الحكومة البريطانية: (لم تكن العلاقات حسنة بين حكومة العراق وشيخ الظفير حمود بن صويط، وقد أمسكت عنه المشاهرات لأنه لم يردع عشائره عن الغزو والاعتداء، ومن سوء الحظ أن الملك فيصل عيَّن في هذا الوقت يوسف بك السعدون قائدًا لفرقة الهجانة على الحدود، وبينه وبين ابن صويط عداء قديم، فأهاج ذلك خاطر شيخ الظفير الذي رحل إلى الرياض، وقد كتبتُ إلى


(١) أمين الريحاني (نجد وملحقاته وسيرة عبد العزيز) ص ١٩٨.
(٢) ابن بسام في كتابه (تحفة المشتاق).
(٣) ابن بسام (تحفة المشتاق).
(٤) تحفة المشتاق لابن بسام.
(٥) المندوب السامي لبريطانيا في العراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>