على إرسال مندوب من قِبله إلى البحرين يحمل رسالة منه يزف فيها خبر انتصاره، وقد ترددت مندوبه على البحرين مرتين كان آخرها في شهر رجب ١٢٨٨ هـ/ أكتوبر ١٨٧١ م، والتي حمل خلالها رسالة إلى المقيم السياسي البريطاني في الخليج العربي جاء فيها أن أهل الرياض وبادية نجد قد انحازوا إليه، وقد اشتكى سعود بن فيصل في تلك الرسالة من نكوث المقيم السياسي البريطاني بوعده بأن لا يسمح بنشاط حربي في البحر، بينما قدمت الحملة العسكرية العثمانية بحرًا وأخذت بلاده (الأحساء والقطيف)، وقد ختم سعود بن فيصل رسالته بقوله أنه سيقدم إلى الأحساء في ١ رجب ١٢٨٨ هـ/ ١٦ سبتمبر ١٨٧١ م، وقد أدى تشكك سعود بن فيصل في إمكانية الحصول على عون من الإنجليز ولو كان دبلوماسيًا إلى طرقه كافة الأبواب الممكنة قبل أن ترسخ جذور العثمانيين في بلاده، مما حمله على إرسال مندوب من قبله إلى والي بغداد في ١٩ جمادى الثانية ١٢٨٨ هـ/ ١٤ سبتمبر ١٨٧١ م، يحمل رسالة منه مرفقا بها مضبطة وقع عليها أغلب أعيان نجد تطالب بإيجاد تسوية مقبولة بين سعود بن فيصل والعثمانين حين زيارته للأحساء.
طال انتظار سعود بن فيصل لرد من العثمانيين فلما يئس طلب من القبائل المؤيدة له في منطقة الخرج الخروج معه إلى الأحساء، وخرج من الدلم ونزل على قبيلة العجمان في جودة في أواخر جمادى الثانية ١٢٨٨ هـ/ سبتمبر ١٨٧١ م، فزينوا له فكرة الهجوم وأظهروا له تأييدهم لا سيما وهم لم يكونوا على ود مع أخيه الإمام عبد اللَّه بن فيصل إذ لم يغفروا له ما أنزله بهم في موقعتي "ملح" و"الطبعة"، كما أن العجمان لم يكونوا راضين عن إحكام العثمانيين قبضتهم على الأحساء ونواحيها، وشاركهم في ذلك قبيلة آل مرة في إبداء التأييد والوعد بالمساندة، ولقي ذلك هوى في نفس سعود بن فيصل لمقارعة العثمانيين ومحاولة إخراجهم من المنطقة أو على الأقل التوصل إلى تسوية مقبولة معهم، وأرسل سعود بن فيصل في جمادى الثانية ١٢٨٨ هـ/ سبتمبر ١٨٧١ م إلى عبد اللَّه بن ثنيان آل سعود الموجود في البحرين مندوبه شريدة يطلب الحصول على أسلحة وسيوف ومسدسات وأن يعمل على إرسال خيوله الموجودة في البحرين مع محمد ابن هجرس مع أعلاف ومياه وأن يبعث بها دون تأخير إلى الخرج، مخبرًا إياه أنه