للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتدربوا على الأعمال الحكومة سمت نفوسهم إلى الولاية على العراق وتبتدئ حكومتهم في العراق في سنة (١١٧٢ هـ) بسليمان باشا وتنتهي سنة (١٢٤٧ هـ) بداود باشا؛ كان العراق في عهد هؤلاء الكولات في حالة يرثى لها لكثرة تعدياتهم وما ارتكبوه من الفظائع التي تقشعر لها الأجسام، وكان الأمن في عهدهم مفقودًا والثورات الأهلية غير منقطعة، وذلك لسوء تدبير هؤلاء (الكولات) فلم تر الحلة وأريافها في عهدهم راحة، وكانت الثورة ضد الحكومة تصبح في كل مكان وتقوم بها القبائل العربية متعاونة مثل عُقيل وآل جشعم وخفاجة وخزاعة. . . لأن الشعب كان ينظر إلى حكامه نظرة لصوص يسرقونهم ولا يقومون بأية مشاريع عامة مثل المدارس والمشافي. . إلخ، وأبلت المقاومة العربية بلاء حسنًا ضد حكومة (الكولات) (١).

في عهد عمر باشا والي بغداد أخذ نفوذ خُزاعة يقوي ويشتد في مقاومة الحكم التركي، وكان زعيم خُزاعة حينذاك، الشيخ حمود الخُزاعي، فأرسلت إليه الحكومة التركية قوة كبيرة من الجيش، ودمرت (لملوم) (٢) ثم عفي عنه وأعيد إلى المشيخة.

ولم تهدأ قبيلة خُزاعة عن الاستعدادات والمقاومة، وأخذ أمرها يستفحل في ذلك، وكانت زعامة القبيلة قد آلت إلى حمد الحمود الخُزاعي وكانت ولاية عمر باشا قد انتهت، ووصف الشيخ الخُزاعي بالرجل الداهية، والحليّون يتناقلون أخباره بالإعجاب، عن ذكائه وفراسته وحنكته، ولقد رفض الشيخ رفضًا باتًا الخضوع للسلطة التركية ولم يحفل بالاستعدادات الحربية ولا بوصول الإنذار النهائي إليه، فلما أفضت ولاية العراق إلى سليمان باشا سنة (١١٩٤ هـ) قاد الجيش بنفسه إلى حرب قبيلة خُزاعة، فلما قاربهم كسر الشيخ الخُزاعي سدود المياه ليوقف زحف الجيش التركي، ولكن تمكن سليمان باشا من سد المياه وتقدم نحو خُزاعة، فعبر الشيخ الخُزاعي إلى الجانب الغربي من الفرات، وبذلك نجا وأخيرًا تمكن سليمان باشا من أخذ الضرائب من خُزاعة (٣).


(١) تاريخ الحلة ١/ ١٢٤.
(٢) لملوم: يظهر أنها مقر لقوات خُزاعة (لم توجد في معجم البلدان).
(٣) تاريخ الحلة ١/ ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>