لسلطة الدولة العباسية بعد قيامها واستمرارها فترة من الزمن، وبعد أن دب الضعف في الدولة العباسية.
خضعت منطقة اليمامة للأخيضريين الذين جعلوا الخرج قاعدة لهم في حوالى الثلث الأخير من القرن الثالث الهجري ثم غلبهم عليها القرامطة الفرقة الباطنية المعروفة في التاريخ إلى أن خلصها العيونيون من القرامطة ثم انتزعها العقيليون (بني عصفور وبني جروان والجبرين) حتى منتصف القرن العاشر عندما استولى آل مغامس على الأحساء وحكموه إلى أن استولى عليها العثمانيون.
في تلك الأزمنة التي كانت قلب نجد تتجاذبها هذه القوى وفقا للمعلومات الشحيحة التي توافرت لدى الباحثين، يُستنتج في ضوئه أن شمال نجد قد تكون تعرضت لنفوذ تلك القوى لاسيما ومنطقة الجبلين ينسب إليها وفرة المياه والزراعة والنخيل في شعاب أجأ وسلمى وفي قراها، غير أنني مع عدم توافر المستند لا أجزم بالقطع في هذا الأمر وإنما أخضعه للاستنتاج، مع ترجيحي أن أهل الجبلين من بطون طيئ بني لام وعشائرها من فضول ومغيرة وبني شمَّر والبطون الأخرى التي ظلت في أوديتها وشعابها في أجأ وسلمى وما حولها من السهول مازالت من القوة والقدرة على البقاء والمقاومة بحيث لَمْ يرد ذكر في المراجع التي تيسر لي الإطلاع عليها في بحثي عن تاريخ تلك الأحقاب المهملة من الذكر عن منطقة الجبلين، وقد بذلت جهدا في البحث لعلي أجد خيطا يربطتي بمسيرة قبيلة طيئ حتى ورثتها قبيلة شمَّر التي هي بطن من بطون طعيّ، فلم أجد أمامي سوى الاستنتاج والترجيح في ضوء المقارنة ودعم الومضات الصغيرة فيما وجدته في إشارات بعض الأخباريين.