للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ترأس بني لام بعد عجل بن حنيتم، وهناك فروع من طيئ اتجهت إلى الجنوب الغربي من نجد على مشارف الحجاز وهم بنو خالد غُزَيّه الطائيين وهم أبناء سيف ومسعود وحارثة أبناء أبي بن غنم بن حارثة بن شوب بن مَعْنِ بن عتود بن حارثة بن لام الطائي، الذين استقروا هناك فترة من الزمن ثم اتجهوا شرقًا حتى استقر بهم المقام في وسط نجد بالقصيم لفترة من الزمن، حيث اتجه جزء منهم بعد ذلك وكونوا سلطة في الإحساء وامتد نفوذهم إلى أجزاء من شمال نجد وشرقها إلى حوالي منتصف القرن الثالث عشر الهجري. (انتهى السويداء).

وأقول: أما منطقة حائل فقد بقي فيها سكانها من بطون طيئ تعيش فيها على نمط حياة أسلافهم وكسائر القبائل المماثلة لهم متشبثة بالبقاء في جبالها وسهولها ترعى ماءها وتكابد القبائل الأخرى في الذود عنها، وبالرغم من عدم توافر المعلومات الدقيقة الموثقة عن معظم أجزاء نجد من نهاية القرن الرابع الهجري حتى القرن العاشر اللهم ما ورد من نتف ليست ذات قيمة تاريخية تفيد الباحث والمؤرخ بربط أحداث هذه المنطقة وما طرأ عليها من صراعات بين القبائل (١)، فإن أيسر ما أشار إليه الباحثون عن تلك النتف ما ذكره الهجري عن تواجد القبائل النجدية في مواطنها وذلك عندما قام بجولة في أنحاء نجد لجمع مادة كتابه لتحديد المواقع في أوائل القرن الرابع الهجري حسب ترجيح الشيخ حمد الجاسر، وكما ذكر الرحَّالة ابن جبير الذي مر بنجد في أواخر القرن السادس الهجري، ٥٨٠ هـ، حيث سلك طريق حجاج العراق وأشار إلى تواجد القبائل، ويليه ابن بطوطة الذي قام برحلته في النصف الأول من القرن الثامن الهجري ٧٣٢ هـ مخترقا قلب نجد مارا بمدينة حجر الرياض واصفا إياها بأنها مدينة حسنة ذات مياه وأشجار يسكنها طوائف من العرب أغلبهم من بني حنيفة وأميرهم طفيل بن غنم.

وقد ذكرت بعض المراجع التاريخية وأشارت إلى بعض الوقائع والأحداث التي توالت على قلب نجد (منطقة اليمامة) بدأ بخضوعها للأمويين في الخلافة الأموية، واستيلاء بني حنيفة بقيادة المهير بن سُلمى الحنفي عليها، ثم عودتها


(١) عبد الرَّحمن بن زيد السويداء ال ١٠٠ سنة الغامضة من تاريخ نجد ص ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>