يروي ظمأ الباحث ويوفر له المادة التي تربط أحداث القبائل في أنحاء نجد للدرجة المقبولة التي تجيب على أسئلته؛ ولهذا فقد أصبحت الروايات والملاحم والأساطير من الأمور المألوفة في ذكر بعض أحداث نجد وصراعات القبائل فيها.
ووصولًا للإجابة على السؤال عن الطائيين في الجبلين أقول: إن بطون القبيلة ظلت في مواقعها في الجبلين في أجأ وسلمى وما حولهما من السهول وموارد المياه وقد قامت ونهضت بطون منها وأصبح لها شأن في نجد كلها حيث بدأت في التوسع نحو الجنوب الشرقي من نجد والجنوب الغربي من جنوب نجد حتى مشارف الحجار، ويذكر أحد الباحثين عن ذلك الزمن ما نصه (١): وظهر على الساحة فروع أخرى لها مكانتها مثل قبيلة بني هلال بفروعها وبني خفاجة ابن عامر، هاتان القبيلتان العامريتان كان لهما دور بارز فيما بعد، حيث اتجهت الأولى مع أجزاء كبيرة من بني سُلَيْم وبني جُشَم ومن التف لفهما بعد اجتياز وسط نجد إلى مشارف العراق ثم اتجهوا غربًا إلى مصر وشمال السودان إلى أن استقر بهم المقام بالمغرب العربي في كل من ليبيا وتونس والجزائر والمغرب بعد أن تركوا لهم بقايا في الحجاز ونجد من مختلف فروعهم.
أما خفاجة من بني عُقيل فقد اتجه معظمهم إلى العراق حيث استقروا هناك.
وبعد رحيل بني هلال من نجد امتد جزء من قبيلة طيئ من أقاربهم وهم بنو المغيرة متجهين نحو الجنوب الشرقي من شمال نجد إلى وسطه واستقر بهم المقام في عالية نجد بوادي الشعراء وما حوله وكان لهم صولة وجولة وقاعدتهم الشعراء إلى أن نافستهم في ذلك فروع من قبيلة طيئ من أقاربهم جاءوا من نفس الاتجاه وهم الفضول وهم فضل ومغير وكثير وفروعهم واتجهوا إلى اليمامة في وسط نجد وكانت قاعدتهم العمارية وأبا الكباش على وادي حنيفة واستمر لهم الأمر حتى ظهر عليهم بنو عمهم بنو لام الطائيون الذين اتخذوا نفس الاتجاه وكان لهم الأمر بعد آل مغيرة في نجد وكان آخر بني لام أديْدُ بن عروج الذي
(١) عبد الرَّحمن بن زيد السويداء ال ١٠٠ سنة الغامضة من تاريخ نجد ص ١٢٧، ١٢٨.