للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشكر، فجاء زوجها فدخل على اليشكري، ثم أتى عمرو بن حممة فأخبره بذلك، فجمع دوسًا وقام فيهم فحرضهم وقال: إلى كم تصبرون لهذا الذل؟! هذه بنو الحارث تأتيكم الآن تقاتلكم، فاصبروا تعيشوا كراما، أو تموتوا كراما!. فاستجابوا له، وأقبلت إليهم بنو الحارث فتنازلوا واقتتلوا، فظفرت بهم دوس، وقتلتهم كيف شاءت. فقال رجل من دوس يومئذ:

قد علمت صفراءُ حرشاءُ الذيل … شرَّابة المحض تروك للقيل

نرخي فروعًا مثل أذناب الخيل … أنَّ ثروقًا دونها كلّ الويل

ودونها خرط القتاد بالليل (١)

وقال الحارث بن الطفيل بن عمرو الدوسي في هذا اليوم:

يا دار من ماويّ بالسَّهْبِ … بنيت على خطب من الخطب

إذ لا ترى إلا مقاتلة … وعجانسًا يرقلن بالركب

ومُدَجَّجًا يسعى بشِكَّتهِ … مُحْمرةٌ عيناه كالكلب

ومعاشرًا صدأُ الحديد بهم … عَبِقَ الهناء مخاطم الجرب

لما سمعت نَزَالِ قد دعيتْ … أيقنت أنهمُ بنو كعب

كعب بن عمرو لا لكعب بني العنـ … ـــقاء والتبيان في النسب

فرميتُ كبش القوم معْتمدًا … فمضى واشوه بذي كعب

شكُّوا بحقويه القداح كما … ناط المعرِّضُ أَقْدُحَ القضب

فَكأنَّ مُهري ظَلَّ منغمًا … بشبا الأسِنَّة مَغْرَةَ الجَأب

يا رُبَّ موضوع رفعتُ ومر … فوع وضعتُ بمنزلِ اللصب

وحليل غانية هتكت قرارها … تحت الوغى بشديدة العضب

كانت على حُبِّ الحياة فقد … أحللتها في منزل غرب

(جانيك من يجني عليك وقد … تعدى الصحاحُ مباركَ الجرب) (٢)


(١) "الأغاني" ١٢/ ٥٣ من رواية الكلبي.
(٢) قال في "الأغاني": ليس هذا البيت من هذه القصيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>