للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواطن كثيرة مما كان لهم منذ الجاهلية الأولى، فيذكر ابن بليهد النجدي أن هُذَيْلًا "باقية في منازلها من العهد الجاهلي إلى هذا العهد في وادي نخلة اليمانية وجبالها، ووادي نخلة الشامية وجبالها، وتمتد منازلهم إلى عسفان شمالًا، وإلى وادي حنين جنوبًا"، وإن كان يذكر أن بني لحيان منازلهم الآن داخل الحرم من الأميال إلى مكة، وما بين التنعيم ووادي فاطمة، ويقرر أن هذه كانت منازلهم منذ العصر الجاهلي (١). وفي هذا تساهل كبير؛ فما عرف أحد أن بني لحيان كانوا يسكنون داخل الحرم في العصر الجاهلي.

هذا، وقد نقل عنه الدكتور جواد علي أن مساكن بني لحيان تقع في العصر الحاضر داخل الحرم (٢)، ولكنه لم يشر إلى أن هذه كانت مساكنهم في الجاهلية.

ويسوق صاحب المنجد أن "مواطنهم في يومنا حول الطائف في جبل قُرّة، وفي ظواهر مكة" (٣).

والحق أنه ليس هنالك جبل يسمى بهذا الاسم، وإنما هو جبل "كُرّ" أو "كَراء"، وقد سبقت الإشارة إلى أنهما من سلاسل الجبال المحيطة بالطائف (كرّ وكراء والهدّة) (٤).

ويبدو أن صاحب النجد قد ترجم عبارته عن مقال "هُذَيْل" في دائرة المعارف الإسلامية، وملامح عبارته هي ملامح المقال مع الاختصار والإيجاز، ومن هنا جاء اسم هذا الجبل عنده محرفًا، إذ حُرّف مرة في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، وأخرى من الإنجليزية إلى العربية نظرًا لاختلاف الأصوات والحروف، وطبيعة النطق في كل من اللغتين (٥).


(١) صحيح الأخبار ٢/ ١٨٦.
(٢) تاريخ العرب قبل الإسلام ٢/ ٤٢٩.
(٣) المنجد ص ٥٥٠.
(٤) انظر (في منزل الوحي) ص ٣٦٦.
(٥) انظر ٣٢٩، Encyclopedia of Islam Vol ٢، Hudhail

<<  <  ج: ص:  >  >>