للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عبد الله الهذلي (١)، وجندب بن سلامة الهذلي الذي أدرك الجاهلية، وكان تاجرًا بالمدينة في عهد عمر (٢).

فالهذليون الذين أقاموا بالمدينة في صدر الإسلام وبعده كثيرون، وهذه أمثلة لم نقصد منها الحصر والإحصاء.

وقد كان يقيم في مكة أيضًا كثير من الهذليين، فيذكر صاحب أخبار مكة أنه "كان يقيم في مكة آل أبي طرفة الهذليين، وكان لهم جانب من رباع بني عامر بن لؤى، ومن دورهم هناك دار أبي طرفة، ودار الطلحيين" (٣).

وقد كان لكثير من هؤلاء الهذليين عطاء في خلافة ابن الزبير، ومنهم أبو صخر الهذلي الذي كان هواه مع بني أمية، وكثيرًا ما كان يمدحهم (٤)؛ ولذلك عندما دخل في هُذَيْل منعه ابن الزبير عطاءه فهجاه (٥). فأمر بحبسه إلى أن شفعت فيه هُذَيْل، ومن كان له فيهم خئولة من قريش (٦).

ولم يكن هذا شأن الهذليين في مدن الحجاز المشهورة وحدها مثل مكة والمدينة، بل نزح كثيرون منهم إلى الأقاليم الإسلامية الأخرى تحت راية الفتح الإسلامي وفي ظلاله، شأنهم في ذلك شأن الكثيرين من العرب. ومنهم من رحل إلى هذه الأقطار بدافع من طلب العلم، أو في ركاب السياسة والحكم، ثم هم في أصل حياتهم بدو رحّل لا يعرفون الاستقرار، وقد كان آباؤهم وأجدادهم يرحلون في بادية كلها أو جلها خشونة وشظف، فلا عليهم أن يرحلوا هم أيضًا إذا كانت


(١) المرجع السابق ١/ ١٠١.
(٢) الإصابة ١/ ٢٧٥.
(٣) الأزرقي: أخبار مكة ص ١١٣.
(٤) الخزانة (ط بولاق) ٣/ ٢٣٧. تاج العروس (ربع).
(٥) الخزانة (بولاق) ٣/ ٢٣٧.
(٦) المرجع السابق ١/ ٥٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>