للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد العزيز (١٤١ - ٢٢٢ هـ) الراوية (١). هما أشهر وأهم موالي حضرموت. وكان أبو ذؤالة (ت ٢٠٤ هـ) من الشهود وصاحب رحبة باسمه في الفسطاط (٢).

وفي حديثنا عن موالي حضرموت لابد لنا من الوقوف عند طائفة من أهل اليمن يتردد ذكرهم في تاريخ مصر، أولئك هم الأبناء. والأبناء، فيما أجمع المؤرخون، هم نسل الجنود الفرس الذين استوطنوا اليمن بعد أن طردوا منها الحبش وحكموها وتزوجوا منها (٣).

وكان في حضرموت بمصر من هؤلاء الأبناء - ويذكرون في ابن عبد الحكم خطأ باسم الأشياء - عبد الله بن كليب دخل مع عمرو، وقيس أخوه حاجب مسلمة بن مخلد وعبد العزيز بن مروان. وكان هؤلاء الأبناء يدعون لعريف حضرموت الملامس بن جذيمة (٤).

بقي علينا أن نلقي نظرة عامة على حياة حضرموت بمصر.

إن أول ما يلفت النظر في الحضارمة غلبة الاشتغال بالعلم والدين عليهم، ويكفي أن كان منهم تسعة من القضاة. أما من اشتغل منهم بالرواية إلى جانب هؤلاء القضاة فكثير، بل إن معظم كبار الموظفين منها كانوا من رجال الحديث كذلك. وقد مرت أمثلة كثيرة من ذلك. ولكن هذا لم يمنعهم من المشاركة في شئون الدولة، فقد ظهر منهم عدد من كبار رجال الدولة.

أما ميول حضرموت السياسية فتبدو في موقفها من الحوادث السياسية المهمة.

لم تظهر حضرموت في فتنة عثمان، ولعل ذلك لأنها لم تكن قد كثرت بعد بمصر. ولكنها كانت ذات ميول ضد الأمويين على كل حال: فقد كان سخدور الصحابي من المحرضين على قتال مروان بن الحكم (٥)، وقد ذكرنا منذ لحظة أن


(١) الأنساب ص ٥٤٦ ب - ٥٤٧ أ ومقدمة كست ٢٧ - ٢٨.
(٢) الانتصار ج ٤ ص ٣٧.
(٣) وفيات الأعيان ج ٢ ص ٢٣٨ الأنساب ١٧ ب.
(٤) فتوح مصر ص ١٢٣ الولاة ص ٥٤.
(٥) حسن المحاضرة ج ١ ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>