للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفيعات إحدى الآبار التي تمتلكها القبيلة في سيناء، لتغرس فيها الشركة الأنابيب الرافعة للمياه وتظفر بمائها، فرفض شيخ النفيعات الشيخ إبراهيم صالح منصور علي النفيعي ذلك مع سخاء العرض في قيمتها، وذلك حرصًا على تركها مباحة للعرب العابرين ينتفعون بمائها في شربهم وروي ماشيتهم (١).

كما أن للنفيعات عد وحديقة مسوَّرة بالنخيل في طور سيناء، ولكنهم يهبون ثمارها لبعض العليقات من سكان شبه جزيرة سيناء ومن سكان بعبعة (٢).

ولقد اشتهر النفيعات بالكرم إلى الحد الذي لا يعرفون فيه الإبقاء على شيء، والذي أناخ على الكثير فن بيوتهم، على أنهم في كلا الحالين كانوا ولا يزالون مشتركي الغني أعفاء الفقر، لا يزودون عما في أيديهم طالب حاجة، وبيوتهم في كل محلاتهم وقراهم مفتوحة على مصراعيها، ويهشون للضيف كأنما خلقوا من أجله؛ ولهذا السبب تجتمع القبائل العربية في مصر في أكثر خصوماتها إلى بيت النفيعات للتقاضي فيه وتترك مقادة التحكيم إليهم، ولقد كان من هذه القضايا ما حدث في عام ١٣٦٢ هـ، حيث فصلت بين قبيلتي العيايدة والسعديين في خصومة مستحكمة ذهب فيها الكثير من الأموال والأنفس، وحارت فيها سلطة البلاد آنذاك.

وقد شهد اجتماع الصلح هذا في بيت الشيخ إبراهيم صالح منصور علي النفيعي آلاف عدة من العرب الذين أقبلوا على خيولهم وفي سيارتهم من مسافات بعيدة، ليحضروا الفصل في هذا النزاع القديم، وقد أكرم النفيعات وفادة هذه القبائل دون أن يمسوا شيئًا مما يصطلح المتقاضون على تقديمه بالتساوي لأهل بيت التحكيم: المعروف (بالرزقة) وهو يكاد يعادل جزء كبير من ديات القتلى.

ومع شدة جود وكرم النفيعات فإنه لا يُغتصب شيء منهم ولا يُسلب عنوة، ولا يضيع له حق مهما طال العهد لطبيعتهم الأبية.

ولذا فقد كان النفيعات قبل هجرتهم من سيناء يقومون بخفارة أملاك عنصرة النصراني، وبعد وفاته في مدينة الطور ترك كرمًا في وادي الحمَّام ولم يكن له


(١) جريدة الأنصار عام ١٣٦٣ هـ
(٢) تاريخ سيناء ص ٩١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>