للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقيقة انتمائه لسُلَيْم، إذ ليس هناك قرينة صالحة للاستناد عليها تفتح النوافذ المغلقة حيال حقيقة هذا الانتماء، أهو لبني سُلَيْم - بضم السين - أو هو لِجَدٍّ له اسمه (سليم) بضم السين أيضًا أو بفتحها، والجزم بشيء ما حيال نسب هذا الرجل رهن بالوقوف على ترجمة له واضحة وصريحة فيما لا يزال غامضًا من نسبه. وفي "صبح الأعشى" للقلقشندي ذكر للعربان بالدرب المصري إلى مكة، وعدَّ منهم بني سُلَيْم فقال: "ومن الجحفة على قديد وما حولها إلى الثَّنيَّةِ المعروف بعقبة السويق لسُلَيْم" (١).

كما وردت إشارة عابرة عن إسهام بني سُلَيْم - بصفة شاملة لهم ومن غير تَخْصيص أحد أو ذكر اسمه - في حراسة (الدرك) الذي تبتدئ حدوده من بستان القاضي إلى الحدرة والمضيق آخر وادي العميان، وأول وادي مر الظهران، على ما ذكره عبد القادر بن محمد الأنصاري الجزيري أحد علماء القرن العاشر الهجري، وصاحب كتاب (درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة).

وحراسة (الأدراك) أو (المدارك) كما أدركناه في أول العهد السعودي الحاضر، وظيفة عمومية للبادية يشترك في مسئوليتها والقيام بها جميع أفراد من جعلتها الدولة في أعناقهم، مقابل مكافآت أو رواتب محدودة أو معلوم مقرر لهم.

وقد سمى لنا الجزيري أسماء أشخاص من أهل تلك المدارك من غير بني سُلَيْم: مهادف بن مالك بن رومي وجماعته - وبعد ذلك قال: "وكان الدرك قديمًا مقسمًا بين جماعات بمعاليم معلومة، منهم البِشْريون، والعصيفيون، وبنو سُلَيْم، ثم صار الدرك والمعلوم العائد له بيد زبيد اليمن، وهم في طاعة السيد الشريف أمير مكة المشرفة الآن - القرن الهجري العاشر - (٢) فهذا ذكر عام لبني سُلَيْم في


(١) صبح الأعشى للقلقشندي، ص ٢٨٥، الجزء الرابع.
(٢) درر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة، ص ٥٤٥ و ٥٥٥، ط المطبعة السلفية بمصر. والدرك - بفتح الراء وسكونها معناه لغة: التبعة وأقصى قعر الشيء، وجمعه أدراك.

<<  <  ج: ص:  >  >>