عماش بن محمد بن درعان من شيوخ الوداعين من قبيلة الدواسر، ورث السمعة الطيبة من أهله آل درعان، الذين لا تخفى أخبار بطولاتهم على أهالي نجد، وقد ولد سعود بن درعان بوادي الدواسر سنة ١٣٣٤ هـ. وتعلم القراءة والكتابة على يد الكتاتيب والعلماء ببلدته الولامين بواديهم الشهير، ولما شب تعلم الفروسية مثل أترابه ورافق والده عماش بن محمد بن درعان وشاركه في أواخر معارك التوحيد التي قادها الملك عبد العزيز يرحمه الله، والتي كان لآل درعان الكرام مشاركات فعَّالة فيها وتاريخ حربي شهير.
- فحين بسط محمد العبد الله الرشيد نفوذه على نجد، طلب محمد بن درعان لغرض وضع منصوب له لديهم وطلب حمايته من قبله، وقد وافق ابن درعان للأمر الواقع ولخلو الساحة من آل سعود على أثر خلافهم وانتهاء الدولة السعودية الثانية، وسارت الأمور طبيعية بعض الوقت ومنصوب ابن رشيد بجوار ابن درعان، إلَّا أن ابن رشيد جاءه من يشعره أن الدوسري غير راغب في حكم ابن رشيد الجديد، وأنه يتوجد على حكم آل سعود، حيث طلبه وأودعه السجن، الذي أمضى فيه سنتان. يقول أحفاده: إن قبيلتهم تمردت على ابن رشيد وتوقفت عن دفع الزكاة، مادام ابن درعان سجينا في حائل، وفي هذه الأثناء نادي المنادي بدخول الملك عبد العزيز الرياض فاتحا ومعلنا بداية الدولة السعودية الثالثة، وتقول الدواسر: إن ابن رشيد أخرج محمد بن درعان من السجن وأخبره بما حصل في الرياض وقال له: هل ترغب الذهاب إلى أهلك وقبائلك أم تبقى معنا في حائل؟ فقال ابن درعان:(قبل اليوم أُفضِّل الذهاب إلى أهلي وأتني ذلك، أما اليوم فليس لي رأي) فقال ابن رشيد: لا بل ستذهب إلى أهلك لكني اطلب منك أمرين:
الأول: عهد منك أن تبقي سنة كاملة لا تزور خلالها ابن سعود لأنَّها كفيلة بإنهاء الوضع بيننا وبينه.
الثاني: ألا يلمس منصوبنا أي أذى وأن يصل لنا سالمًا.