للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن منظور (١): "الخلص شجر طيب الريح له ورد كورد المرو، طيب ذكي، قال حنيفة: أخبرني أعرابي أن الخلص شجر ينبت نبات الكرم يتعلق بالشجر فيعلق له ورق غير رقاق مدورة واسعة .. وذو الخلصة موضع يقال: إنه بيت الخثعم كان يدعى الكعبة اليمانية، وكان فيه صنم يَدَّعي الخلصة فهدم".

وقال البخاري عن غزوة ذي الخلصة: "وقال جرير بن عبد الله البجلي: قال لي رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ألا تريحني من ذي الخلصة فقلت بلى، فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكانوا أصحاب خيل، وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك للنبي فضرب يده على صدري حتى رأيت أثر يده في صدري، فقال: اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا، قال، وكان ذو الخلصة بيتًا باليمن لخثعم وبجيلة فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة، قال فأتاها فحرقها بالنار وكسرها" (٢).

وقد حدد المتقدمون مكان صنم خَثْعم، فقال ابن الكلبي: وذو الخلصة اليوم عتبة باب مسجد تبالة (٣).

وقال ياقوت: العبلاء. وقيل العبلات - بلدة كانت لخثعم، بها كان ذو الخلصة بيت وصنم، وهي من أرض تبالة، وقال ابن حبيب: كان بالعبلاء على أربع مراحل من مكة، وهو اليوم بيت قصار فيما أخبرته (٤).

وقال البكري: "ذو الخلصة بيت بالعبلاء كانت خَثْعم تحجه وهو اليوم موضع مسجد العبلاء" (٥).

وقد حاول الأستاذ حمد الجاسر الجمع بين أقوال المتقدمين فقال (٦): "أما الاختلاف بين قول أنه بيت قصار - أي غسال الثياب. وأنه عتبة باب مسجد تبالة فيمكن الجمع بين القولين بأن العتبة كان النصب الذي داخل البيت، الذي جاء في رواية البخاري وياقوت، والبيت هو ما كان يدعى الكعبة اليمانية، وأما الجمع بين


(١) "لسان العرب" ج ٧، ص ٢٨.
(٢) "صحيح البخاري" ج ٥، ص ١١١، ١١٢.
(٣) "الأصنام"، ص ٣٥.
(٤) معجم البلدان، ج ٤، ص ٨٠.
(٥) معجم ما استعجم، ج ٢، ص ٥٠٨.
(٦) في سراة غامد وزهِرّان، ص ٣٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>