للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أ) مراد

احتفظت مراد دائما بطابع بدوي نموذجي بالرغم من أنَّها كانت تجاور حضارة جنوبي الجزيرة. ويبدو أن بلادهم الجرداء المجدبة كانت مسئولة عن سمعتهم السيئة وكونهم قطاع طرق. وفي نفس العام الذي وقعت فيه غزوة بدر (سنة ٣ هـ) تكبدت مراد على يد همدان هزيمة ساحقة أصابتها بالضعف الشديد. واشتركت مراد في حركة الردة ولكن أبا بكو هزمهم وعفا عن زعيمهم فلعبوا دورهم في الفتوح ببسالة. وخرج من مراد خلق كثير، ولكن الجزء الأكبر منهم أقام في الكوفة حيث ظهر منهم عبد الرَّحمن بن ملجم، قاتل علي بن أبي طالب (١).

واشتركت مراد في فتح مصر. واختطت بها. وكانت تأخذ مرتبعها في منف والفيوم. كما كانت طائفة منهم ترتبع مع تجيب البدقون (في محافظة البحيرة حاليًا) (٢). ويبدو أن عددًا كبيرًا منهم قد انتقل إلى أتريب حيث كان يقيم في منتصف القرن الثاني (٣).

وبرزت مراد في مصر بوجه خاص عندما حاربت قبيلة يحصب لما اختلفتا بسبب سباق أجري بين فرسين لهما (١٨٣ - ١٨٧ هـ) (٤).

ولا شك في أنهم كانوا كثيرين في مصر، فعلى شواهد القبور أسماء طائفة من القرنين الثاني والثالث (٥)، كما أن النسبة "المرادي" كثيرة الاستعمال في أوراق البردي (٦).

ومن الطبيعي أن تظهر شخصيات مراد منذ اللحظات الأولي، فهناك شراحيل بن حجية الذي نصب سلمًا. آخر على حصن بابليون غير سلم الزبير بن


(١) وفيات الأعيان ج ١ ص ٢٣٠، Ency.IsI.III،P.٧٢٦
(٢) فتوح مصر ص ١٤٢،١٢٦.
(٣) القضاة ص ٣٦٥.
(٤) القضاة ص ٤٠٢.
(٥) Rép. Chro. I، pp. ٥١، ٧٣ - ٧٤، ١٢٧ - ١٢٨، ١٣٤ - ١٣٥ & II. pp. ٤٨ - ٤٩، ٦٢، ١٤٤، ٢٣٧
(٦) أوراق البردي ج ١ ص ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>