خط يسير من "أولف" إلى تمبكتو غربًا، وجنوبا حتى منعطف نهر النيجر وحدود نيجيريا الشمالية، ولكنه في غضون القرون الأخيرة تقلصت هذه الرقعة تدريجيًا لعدة عوامل أهمها الضغط الذي مارسه العرب عبر القرون من الشرق والشمال، ثم توغل الاستعمار الفرنسي والإيطالي في الصحراء في الأزمنة الحديثة.
ونتيجة لتقلص هذا المجال الحيوي، اتجه الطوارق تدريجيًا إلى الهجرة إلى أدرار نيفوغاس والي آير والسودان، على أن ظروف القحط وغيرها كثيرًا ما كانت دافعًا للانتقال بعيدًا عن الرقعة التي تعيش فيها قبيلة من قبائل الطوارق.
وقد حدث عقب الثورة التي قام بها الطوارق في الفترة ١٩١٦ - ١٩١٨، أن هاجرت جموع كبيرة من آير إلى نيجيريا التي كانت تحت الحكم البريطاني، كما غادرت جماعات كبيرة من قبيلة "طايطوق" منازلها في غرب أهجار لتستقر في المناطق الواقعة غربي أجاديس.
ولكن التحركات الأولى الهامة التي عرفها الطوارق ترجع إلى القرن الثامن الميلادي (الثاني الهجري) عندما أحس هذا القبيل بآثار الغزو العربي.
وأهجار الطوارق تشمل مساحته على وجه التقريب المنطقة التي تمتد بين أمجيد وجزام وجنت واوالَّن، على نحو ١٤٠،٠٠٠ ميل مربع، والإحصاءات التي تتعلق بالرحل قلما تكون دقيقة، وهي على العموم مجرد تقديرات.
والتقديرات الحديثة لسكان هذه المنطقة هي كما يلي: ٤٤٠٠ من الطوارق ونحو ٤٠٠٠ من الزنوج وذلك بالإضافة إلى ٣٥٠٠ من الحراثين المستقرين وعدد صغير من العرب الذين يعملون في التجارة.
والطوارق ينقسمون إلى عدد من القبائل، وكل قبيلة تنقسم إلى أفخاذ وعشائر، ولكن الرحَّل منهم ينقسمون اجتماعيا إلى أسياد نبلاء وأتباع وعبيد من الزنوج، وصفة النبل تتحلى بها العشيرة كلها، وأما الفرد فهو إنما يكتسبها بالانتماء.
وطوارق أهجَّار يتكونون من ثلاث قبائل، وهي "كل رولة" و"تيغيه ملَّت" و"طيطوق"، وعلى رأس كل واحدة منها عشيرة نبيلة تحمل اسمها، وبما أن