العشيرة النبيلة تفضل جميع عشائر القبيلة، فإن رئيس العشيرة النبيلة هو بالضرورة رئيس القبيلة، والعشائر النبيلة واتباعها مصنفة على الترتيب المقدم، وهكذا، فإن رئيس "كل رولة" هو رئيس قبيلته، وهو في نفس الوقت، (أمنوكل) رئيس قبائل أهجار.
ورئيس العشيرة الأولى يختاره مجلس يتكون من رؤساء أسر العشيرة، ولكن هذا الاختيار لكي يصبح نافذا يقتضي الأمر أن يؤكده مجلس للقبيلة يتكون من رؤساء العشائر من الذكور يمثل القبيلة كلها، والأمر كذلك بالنسبة إلى اختيار (أمنوكل) الذي يجب أن يصدق عليه رؤساء العشائر في القبائل كلها، والرئاسة من ناحية الأم وليس من ناحية الأب.
ومركز العشيرة في القبيلة عائم نوعا ما، فإن عشيرة ما تستطيع في أوقات الشدة أن تنطوي تحت علم قبيلة تضمن لها حماية أقوى مما تقدمه لها قبيلتها، وقد كانت عشائر الأتباع في الماضي تغير ولاءها كثيرًا وتتردد بين قبيلة وأخرى.
والزواج يقع عادة - وليس دائمًا - في داخل العشيرة وفي الدرجة الثانية من القرابة، وطفل الطوارق يرث الجاه والثروة عن طريق الأم، وذلك بغض النظر عما إذا كانت تنتمي إلى عشيرة أبيه أم لا، ولكن الميراث في الطوارق يجري حسب القواعد المتبعة في الشريعة الإسلامية (للذكر مثل حظ الأنثيين).
وأطفال الطوارق يعيشون وتجري تربيتهم في حضن العشيرة التي اختار الأبوان الانتماء إليها بصفة دائمة. والأرملة وأطفالها غير المتزوجين كثيرًا ما يعيشون في كنف خالهم، ومتى كان أحدهم متزوجا عاشت أمه وإخوته معه.
واحتفاظ الرجل بزوجة واحدة في وقت واحد هو القاعدة بين الطوارق، والطلاق قد يقع ولكن الناس هناك يعتبرونه أبغض الحلال عند الله، وعلى عكس ما زعمه بعض الكُتَّاب، مثل "بلا نجرنون"، فإن الزنى بين الطوارق في رأي الباحثين ليس أكثر شيوعا منه لدي غيرهم من الشعوب الإفريقية، التي يفترق فيها الزوجان مدة قد تصل إلى بضعة أشهر، وما ردده بعض الكُتَّاب الأوروبيين من القول بأن المرأة الطوارقية في الهجار تهب نفسها للضيوف والأصدقاء فهو قول لا أساس له من الصحة، وهو من الأساطير الكثيرة التي سجلها بعض السياح الذين