كانوا تحت تأثير الاعتقاد بأنهم وحدهم الذين عرفوا الهجار وكتبوا عنه، ونحن ندرك مدى بعد هذه الأقوال عن الحقيقة إذا عرفنا أن العرف المعمول به بين الطوارق يسمح للرجل الذي خانته زوجته بقتلها هي وصاحبها.
والعرف والتقاليد تمنح العروس الحق بأن تحتفظ لنفسها بكل ما تملكه، بما في ذلك الماشية، وذلك في الوقت الذي يتولى فيه الرجل جميع النفقات المنزلية وتكاليف حفلة الزواج من جيبه الشخصي، على أن المرأة تستطيع المساهمة في هذه التكاليف والنفقات إن شاءت ذلك، وهذا كله يتفق مع أحكام الشريعة السمحاء.
والمرأة الطوارقية تعامل بكثير من الاحترام والتبجيل ولو أنها لا تتحمل أية مسؤولية اجتماعية خارج حدود منزلها.
يعتبر العرف الزعيم "أمنوكل" في الهجار هو مالك الأرض، وبهذه الصفة يعطي للعشائر أراضي محددة لاستغلالها ولا يحق لغير صاحب الحق الدخول إليها إلا بإذن الأمنوكل، وذلك فيما عدا العشائر النبيلة التي تتمتع بالحرية في الرعي في أية أرض تشاء. وكثير من الطوارق يملكون بساتين النخيل وحدائق وأشجار الفواكه في المناطق الزراعية، وبعضهم يملك أيضًا حقوقا للصيد في مناطق معينة.
وكما هي الحالة عند التيدة، فإن الذين يحرثون الأرض ويعنون بالبساتين وجني الغلال في أوقات نضجها، هم الحراثون (من السود) أو الخمَّاسون، وأما الطارقي الذي يعتز بنفسه فيرى أن العمل الزراعي مشين ولا يتنازل لممارسته.
والعشائر غير النبيلة تدفع ضريبة سنوية لزعيم القبيل أمنوكل أو لرئيس قبيلتها أو لكليهما، والضريبة تدفع عينا في شكل أكيال من التمر والذرة واللحم المجفف والزبدة والمهارى (١) ورءوس الغنم والماعز والمنتجات المصنوعة، وكذلك تدفع العشيرة جزءًا من المنتجات المستوردة، كما تقدم نصيبًا من الأرباح التي تحققها في تجارة القوافل للأمنوكل، وذلك في مقابل الحماية التي يقدمها لأتباعه وسهره على شؤون الأمن والنظام.