للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبيلة طيئ واحدة من القبائل العربية التي تنازعتها الأديان وغلبت عليها الوثنية والنصرانية، وذلك لما لهم من صلات بأقاربهم الذين استوطنوا الشام، وكذلك ممن كانوا في الحيرة بالعراق، فقد ذكر صاحب العروض المعطار (أن عامة أهل الحيرة نصارى فيهم من قبائل العرب على دين النصرانية من بني تميم ومن سُلَيْم وطيئ) (١) وغيرهم، وقد كان هناك رموز ذات مكانة في قومهم كانوا على دين النصرانية أمثال رافع بن أبي رافع الطائي الذي قال عن نفسه: (كنت امرأ نصرانيًّا وذلك قبل الإسلام (٢)، وعدي بن حاتم الطائي كان نصرانيا وقد تحدث عن نفسه بعد إسلامه فقال: "كنت ملك طيئ آخذ منها المرباع وأنا نصراني فلما قدمت خيل رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هربت إلى الشام من الإسلام وقلت أكون عند أهل ديني، أو قال: الحق بأهل ديني النصارى" (٣).

وقال عديّ بن حاتم: قدمت على النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفي عنقي صليب من ذهب

فقال لي: الق هذا الوثن عنك أراد به الصليب، من هذه الأمثلة يتضح أن للنصرانية مريدين كثيرين في قبيلة طيئ لاسيما من هاجر منهم إلى الشام والعراق، وهذا يؤيده بقية المحاريب التي تواتر ذكر وجودها في حائل إلى عهد ليس ببعيد وكان العامة يذكرونها على أنَّها مساجد باتجاه بيت المقدس وأبرزها المحراب الذي كان موجودا شرق السمراء الشمالية التي تقع شمال مدينة حائل قبل توسعها الحالي وهي الآن تقع في وسط أحياء حائل، حيث يحيط العمران بالسمراء من جميع جهاتها.

والوثنية عبادة كثير من الطائيين في الجبلين فهم يعبدون الأصنام وكان لهم صنمًا يَدَّعي الفلس خاص بهم دون سواهم إضافة إلى بعض الأصنام التي شارك، قبائل أخرى في عبادتها كباجرا وعائم، ومن الأصنام ما كان لها ثم غلبتها عليه القبائل كيغوث واليعبوب (٤).

وذكرت بعض المراجع أن لطيئ صنمًا يَدَّعى رُضا، واستدل أبو الفرج صاحب الأغاني في تردد أسماء (عبد رضا) في نسب الطائيين حيث ذكر منهم مرة بن عبد رضا وعامر بن جوين بن عبد رضا، وذكر كتاب التاريخ العربي


(١) محمد عبد المنعم الحميري - الروض المعطار ص ٢٠٧.
(٢) عن ابن هشام عن أبي إسحاق - السيرة ٤٠/ ٢٧٢.
(٣) ابن الأثير الكامل ٢/ ٢٨٥، ابن هشام السيرة ٤/ ٢٢٥ - ٢٢٨.
(٤) تاريخ طيئ وأخبارها د السنديوني ص ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>