للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنا من الحي اليمانينا … إن كنتِ عن ذلك تسألينا

فقد ثَوَينا بظريب حينا … ثم تفرقنا مودِّعينا

وكان سيد طيئ آنذاك أسامة بن لؤي الذي قاد رحلة طيئ من اليمن إلى الشمال حيث سكناها بالجبلين (أجأ وسلمى).

ويقال إن قبيلة طيئ أخرجت ببني أسد بن خزيمة من الجبلين وحلوا مكانهم، واستمروا بها ثم تفرق بعضهم في البلاد زمن الفتوحات الإسلامية، والذي يترجح عندنا أن هجرة طيئ من الجنوب إلى الشمال كانت في القرن الثاني الميلادي واللَّه أعلم.

يقول أبو سعيد عن طيئ: وفي بلادهم الآن أمم كثيرة تملأ السهل والجبل حجازًا ونجدًا وعراقًا وشامًا، وهم أصحاب الرئاسة في العرب إلى الآن في العراق والشام (١).

ويتفرع من طيئ ثلاثة بطون هم فطرة والغوث والحارث، وولد لفطرة سعد، ولسعد أربعة بطون هي: خارجة وتيم اللَّه وحبش والأسعد، ويقال لبطن خارجة (جَدِيْلَة) (٢)، ومن بطون جُدَيْلة بنو لام -وسيأتي نسبهم- ومن بطون الغَوْث قبيلة شمّر، وهو شمّر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثُعَل بن الغَوْث ابن طيئ، وشمر من أكبر بطون الغَوْث، ولا تزال حتى الآن، وقد غلبت شهرتها في بلاد طيئ (الجبلين) وقد دخل مع قبيلة شمّر في أخريات السنين أفخاذ من قبيلة عبيدة القحطانية، وهم الآن فخذ (عبدة) المعروف في شمّر، وأفخاذ شمّر اليوم: سنجارة والأسلم وعبدة والدغيرات والتومان.

ولقبيلة طيئ لغة خاصة هي من اللغات المشهود لها بالتميز بين العرب، وفي كتب اللغة التي احتفلت بها احتفالا كبيرًا، قال التبريزي: لأن بني ضبة وجدوا رجلًا من طيئ فقالوا له: من أنت؟ فكتمهم فعرفوا لغته (٣)، وقد اعتمد اللغويون


(١) تاريخ ابن خلدون ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٠.
(٢) جُدَيْلة هذه هي بنت سُبيع بن حَمِيْر الأصغر زوج سعد بن فطرة وأم خارجة بن سعد بن فطرة غلب اسمها على نسل ولدها خارجة فسمي البطن باسمها.
(٣) شرح الحماسة للتبريزي ٢/ ١٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>