للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرًا على أعراب طيئ وفصحائهم، فقد استشهد الجاحظ بلغتهم ونقدهم وبلاغتهم في القول (١)، وكذا أبو هلال العسكري (٢)، وسيبويه (٣)، وغيرهم كثير.

أما دخول قبيلة طيئ في الإسلام فمن المؤكد أنه لم يات دفعة واحدة وإنما جاء متتابعًا حتى اكتمل دخول القبيلة كلها في الإسلام بوفاة زيد الخيل (الذي سماه الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- زيد الخير بعد إسلامه) على رأس قومه من طيئ سنة الوفود (السنة التاسعة للهجرة).

وقد اشتهر من قبيلة طيئ رجال كثيرون في الجاهلية والإسلام، ومنهم كريم العرب في الجاهلية حاتم بن عبد اللَّه الطائي، وابنه عدي بن حاتم أدرك الإسلام وأسلم، وكذا سفانة بنت حاتم أسلمت بعد سنة الوفود، ومن طيئ كذلك الأسد الرهيص ابن سلمى الذي قتل عنترة بن شداد العبسي وفي ذلك يقول مفتخرًا:

أنا الأسد الرهيص قتلتُ عمرًا … وعنترةَ الفوارس قد قتلتُ

ومن طيئ الصحابي الجليل زيد الخير -رضي اللَّه عنه- وأوس بن حارثة ابن لام الرجل الأديب والجواد الكريم المشهور بين العرب قال ابن الأثير: وكان له صحبة. ومن طيئ آل حُمَيْد من بني نبهان من طيئ أمراء بني العباس على الثغور، وأشهرهم محمد بن حُمَيد الطوسي الطائي الذي رثاه أبو تمام الطائي بقوله:

كأنَّ بني نبهان يومَ وفاته … نجومُ سماءٍ خَرّ من بينها البدرُ

يُعزُّون عن ثاوٍ تُعزى به العُلا … ويبكي عليه البأسُ والجودُ والشعرُ

لئن لبست فيه المصيبة طيئ … فما عريت منه تميم ولا بكرُ (٤)


(١) البيان والتبيين ١/ ١٤٩.
(٢) الصناعتين ٣٢٧.
(٣) الكتاب ٤/ ١٨١.
(٤) ديوان أبي تمام ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>