في خدمة أخيه الأكبر على اعتبار أن الطاعة فضيلة ومكرمة من مكارم الأخلاق، قلما تتوافر بين الإخوان، ولكنها النموذج الذي يحتذى ويحث عليه ديننا الحنيف، كما كان الفديع يحمي الحمى ويرعى الإبل في مواطن الخوف بلا وجل.
ولشالح وأخيه الفديع مواقف كثيرة وخالدة (١)، أدرك شالح من خلالها أن سنة الحياة المبنية على كدر ستحول بينه وبين أخيه الفديع الذي أدرك شالح فراقه يلوح في الأفق، وقد أحس الفديع بتململ أخيه شالح مما يقاسيه الفديع من تعب وعنى نتيجة ما يقدمه لأخيه خاصة ولجماعته عامة فقال القصيدة التالية:
يا بو ذعار اكفيك لوني لحالي … واصبر على الدنيا وباقي تعبها
وان غم اخوة معثرين العيالي … انا لخويه سعد عينه عجبها
وان جن مثل مخزمات الجمالي … كم سابق تقزي وانا من سببها
كم خفرة قد حرمت للدلالي … لبست سواد عقب لذة طربها
وان جيت لي قفر من النشر خالي … يفرج بي الحواز يوم اقبل بها
افديك يا شالح بحالي ومالي … يا فارس الفرسان مقدم عربها
يا متيه ابله بروس المفالي … ياللي حميت حدودها يا جنبها
فتأثر شالح بها وأجابه بهذه القصيدة:
واخوالي عقب فرقاه باضيع … كني بما يجري على العمر داري
اخوي يا ستر البني المفاريع … ومطلق لسان اللي باهلها تماري
ما قط يوم شد بين الفراريع … يا كود ما بين الكمي والمشاري
ليته عصاني مرة قال ما طيع … كود أني أصير يوم تجري الجواري
أنا اشهد انه لي سريع المنافيع … عبد مليك لي ولاني بشاري
تشهد عليه مناتلات المصاريع … ومطلق لسان اللي باهلها تماري
يمناه تنتثر من دماهم قراطيع … وعوق العديم اللي بدمه يثاري
جداع سفرين الوجيه المداريع … خلي سروج الخيل منهم عواري
القلب ما ينسى بعيد المناويع … ليث على صيد المشاهير ضاري
(١) يمكن الاستزادة من كتاب مسيرة أبطال الصحراء.