ابن نايفة الهاجري والهدية وكذلك عن استعداده لمساندته ضد شيخ أبي ظبي. كما كتب محمد بن رشيد خطابا موجها إلى الفارس ناصر بن خليل الهاجري شيخ آل شهوان بني هاجر في الرابع من ذي الحجة ١٣٠٥ هـ الموافق ١١ أغسطس ١٨٨٨ م جاء فيه:"من محمد بن رشيد إلى ناصر بن خليل سلام عليكم ورحمة الله. وبعد ذلك من طرف قاسم اليوم صار حالنا وحاله وصار بينه وبين زايد الجرا فيه فالمستهب صداقتنا يساعد قاسم على عدوه ويفزع له وحنا بدورنا متوجهين لتلك الديارات وكل يجازا على قدر فعله اللي يفعل زين ويساعد قاسم فهو صديق واللي ما يفزع مع قاسم فلا هو صديق"(١).
تحرك الشيخ زايد من أبي ظبي بجيش يبلغ ٥٠٠٠ مقاتل و ٢٠٠ فارس ولما بلغ زايد سبخة على حدود قطر واجهت الجيش ظروف قاهرة تمثلت في شح الماء وكان لزاما عليه أن يحفر الآبار، فعقد زايد هناك مجلس حرب مع شيوخ القبائل الموالية له وتقرر فيه عدم السير إلى قطر وخاصة إن الشيخ قاسما كان يعسكر قرب البدع، بالإضافة إلى أنه لا يوجد في ذلك الوقت من العام كلأ كاف للحملة في نواحي قطر، ورأى المجلس الاكتفاء بمهاجمة القبائل الموالية لقاسم والتي اشتركت معه في الحملة السابقة، واتجه الشيخ زايد إلى قارة بالقرب من الأحساء، ونهبت القبائل الموالية له كل شيء وبلغت غنائمهم ٢٠٠٠ من الإبل وعندما علم بنو هاجر بذلك قرر الشيخ سالم بن شافي ملاحقة جيش زايد واسترداد إبلهم وبلغ عددهم ٣٥٠ هجانا و ٣١٠ فرسان فتعقبوهم إلى أن وجدوهم متجهين نحو أبي ظبي وهاجم بنو هاجر على مؤخرة جيش زايد وبدأت معركة استبسل فيها فرسان بني هاجر، ولكن هذه المعركة أسفرت عن مقتل عدة رجال من قوات الشيخ زايد وبني هاجر وعرفت هذه المعركة بمعركة قارة نسبة إلى المكان الذي وقعت به، وذلك في عام ١٨٨٩ م، اكتفى زايد بهذا القدر وتراجع إلى دياره، وحين بلغ الشيخ قاسم خبر هذه المعركة ومقتل عدد من بني هاجر فجهز ١٥٠٠ مقاتل من بني هاجر والنعيم والمناصير وخرج من البدع يقتفى أثر زايد للأخذ بثأر من قُتل في هذه المعركة لكن جيش الشيخ رايد وصل إلى أبي ظبي. وبعد مدة من معركة القارة أغار بنو هاجر بقيادة أحمد بن ثاني على شمال البريمي في عام ١٨٨٩ م.