معظمهم هذا الدين وكانت منطقتهم ما بين الأقصر وقنا وكان عليهم الاعتماد في نقل التجارة الهندية قبل ظهور الإسلام.
وذكر البلاذري في فتوح البلدان أن بطون بلي التي توطنت في تخوم الشام وقفت موقفا معاديا مع الرسول - صلى الله عليه وسلم - منذ أوائل دعوته، وكانت بلي ضمن قبائل عربية أخرى حليفة للدولة البيزنطية، وقد ساهموا في قتال جيش العرب المسلمين في معركة مؤتة في شرق الأردن عام ٨ هـ/ ٦٦٩ م وأوقعوا بجيش المسلمين نظرًا لأن المعركة غير متكافئة، حيث قابل جيش المسلمين وتعداده ثلاثة آلاف رجل جيشًا كاملًا من الروم والعرب تعداده مائتي ألف رجل، وكان قائد التحالف القبلي العربي مع الروم رجلا من بلي يقال له "مالك بن رافلة" وقد استمر عداء بلي في الشام للنبي بعد مؤتة، إذ بلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن جمعا من بلي وقُضاعة قد تجمعوا بغية الزحف على أطراف الحجار، فدعا عمرو بن العاص فعقد له لواءً أبيض وجعله معه راية سوداء، وبعثه في سراة المهاجرين والأنصار في ثلاثمائة مقاتل وأمرهُ أن يستعين بما يمر به من قبائل العرب القاطنين في بلاد قُضاعة من بلقين وعُذرة وبلي؛ وذلك أن عمرو بن العاص كان ذا رحم بهم، وكانت أم والده العاص بن وائل بلوية، فأراد الرسول أن يتألفهم بعمرو. وهذه هي الغزوة التي تعرف بـ" ذات السلاسل" وقد وصل عمرو إلى بلاد بلي فقهرها وأجبر أهلها على الهرب والتفرق، ويبدو أن الرسول أراد أن يمحو آثار نكسة مؤتة ويوجه الدعوة للقبائل النازلة هناك للدخول في الإسلام من جهة، وترك الانحيار للبيزنطيين وتذكيرهم بما لهم من رحم مع المسلمين من جهة أخرى.
وإذا كانت فروع بلي النارلة في الشمال قد ناصبت الرسول - صلى الله عليه وسلم - العداء فإن فروعها التي كانت تنزل الحجار، أقامت معه صلات أكثر ودا، فقد كان بين الكثيرين من البلويين وأهل المدينة المنورة تحالفات سبقت الإسلام واعتناق أهل