ومن ديار بلِّي أمْج وغران وهما واديان يأخذان من حرَّة بني سُلَيْم وينتهيان في البحر. ولبلِّي دار بشغب وبدا قرب البحر الأحمر ولهم الجزل والرحبا والسقيا وهجشان ومدين وفاران وخبين والهدم وذات السلاسل.
قال عبد الرحمن بن خلدون المؤرخ الكبير:
كانت مواطن بلِّي شمال جُهَيْنة إلى عَقَبة إيلة على العدوة الشرقية من بحر القلزم (الأحمر)، وقد أجاز منهم إلى العدوة الغربية وانتشروا ما بين بلاد صعيد مصر وبلاد الحبشة، وكثروا هنالك وغلبوا على بلاد النوبة وفرَّقوا كلمتهم وأزالوا مُلْكهم وحاربوا الحبشة فأرهقوهم - إلى عهد ابن خلدون في نهاية القرن الثامن الهجري.
وقال المقريزي:
كانت بلِّي في الشام فنادى رجل من بلِّي: يآل قُضَاعة فبلغ ذلك الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فكتب إلى عامله على الشام أن يُسيِّر ثلث قُضَاعة إلى مصر فتفرقت بطون بلِّي في الديار المصرية، ثم صار لبلّي جسر سوهاج غربًا إلى قرب غرب قمولة، وصار لها من الشرق من عقبة قاو الخراب إلى عيذاب في صحراء أسوان.
وقال القلقشندي:
كانت منازل بلِّي حتى عهده أي في أواخر القرن الثامن الهجري في الداما (١) وهي دون عيون القصب (عينونا) إلى أكرى فم المضيق وعليهم درك الحجيج هنالك وقال: منهم جماعة في الصعيد المصري.
وقال الحمداني:
ديار بلِّي في أخميم (سوهاج) وما تحتها أي جنوبها من بلاد الصعيد المصري.
وفي قبائل العرب لأحمد لطفي السيد:
"أن في عهد الدولة الفاطمية بمصر اجتمعت بلِّي وجهينة على بطون قريش في أخميم والصعيد المصري وأزاحتها، فاستنجدوا بالخليفة الفاطمي في القاهرة
(١) وهو وادي داما الذي أسلفنا عنه وكان حد بين بني عُقبة من جُذام مع بلِّي من قُضَاعة.