حرب على تلك البلاد وقهرت غيرها تعلقت بها قريش بأصهارها. وأسند إليهم كل، وألقى أزمة أمره في أيديهم وغلبوا على طريق المدينة إلى مكة فلم يسرها أحد منهم إلا بخفارتهم، وكان المقتدر بالله يبعث إليهم طول حياته بالمال في خفارة الطريق، وإلى اليوم وهم على ذلك. أ. هـ
مما تقدم نفهم أن ديار حرب في القرن الرابع الهجري كانت تشمل معظم الأراضي التي يتمثناها طريق الحاج بين مكة والمدينة. ثم لا نجد بعد ذلك شيئًا يذكر خلال قرابة ألف سنة، غير روايات يتحدث بها شيوخ هذه القبيلة وهم بالطبع لا يذكرون تاريخًا معينًا للحوادث التي يتحدثون عنها.
حتى ياقوت الحموي الذي ألف كتابه "معجم البلدان" في القرن السابع، يقول: إن قديدًا وعسفان تسكنها خزاعة، ثم يذكر قبائل عديدة في أمكنة أخرى على هذا الطريق بينما هي قد رحلت منذ قرون. ذلك أن كتاب ذلك الزمان تصعب عليهم مشاهدة الأرض لقلة الأمن وصعوبة المواصلات لبعد ديارهم عن الحجاز، ولذا فقد بنوا على روايات صدر الإسلام وما قبله.
ويأتي في أول هذا القرن رجل من أهل هذه البلاد هو الشريف شرف البركاتي فيفصل ديارهم في رحلته اليمانية التي قام بها برفقة الحسين بن علي أمير مكة - رحمه الله - سنة ثلاثمائة وتسع وعشرين بعد الألف، فيقول:
أما دائرة قبيلة حرب فحدها الغربي من ينبع البحر إلى الرويس شمال جدة. ولهم من الأساكل: الرويس، وذهبان، والدعيجية، والقضيمة، ورابغ، ومستورة، والرايس.
ويحدها من المشرق قبيلة عُتَيْبة، وقبيلة سُلَيْم، وقبيلة مُطَيْر (بني عبد الله)، وقسم من حرب ممتد شرقًا من المدينة المنورة إلى حدود شمَّر.
ويحدها من الجنوب الأشراف ذوي بركات، ومن الشمال من جهة الغرب