للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورؤية النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ومسألة السر في عور الدجال، ومسائل كثيرة مفيدة، وقال ابن دحية: أنشدني وقال: إنه ما سأل الله تعالى بها حاجة إلَّا أعطاه إياها وكذلك من استعمل إنشادها وهي:

يا من يري مافي الضمير ويسمع … أنت المعد لكل ما يتوقع

يا من يرجى للشدائد كلها … بامن إليه المشتكى والمفزع

يا من خزائن رزقه في قول كن … امنن فإن الخير عندك أجمع

مالي سوى قرعي لبابك حيلة … فلئن رددت فأي باب أقرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسمه … إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

حاشا لمجدك أن يقنط عاصيا … الفضل أجزل والمواهب أوسع

وأشعاره كثيرة وتصانيفه ممتعة، وكان ببلده يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف، حتى نمي خبره إلى صاحب مراكش فطلبه إليها وأحسن إليه، وأقبل بوجه الإقبال عليه وأقام بها نحو ثلاثة أعوام (١).

وقد كان غائبا عندما أغار الفرنجة على "سهيل" وضربوا وقتلوا أهله وأقاربه، فلما علم بذلك استأجر من أركبه دابة، وأتى بها إلى سهيل فوقف بإزائه ثم قال:

يا دار أين البيض والأرام … أم أين جيران علي كرام

راب المحب من المنازل أنه … حي فلم يرجع إليه سلام

لما أجابني الصدى عنهم ولم … يلج المسامع للحبيب كلام

طارحت ورق حمامها مترنما … بمقال صب والدموع سجام

يا دار مافعلت بك الأيام … ضامتك والأيام ليس تضام (٢)

ومولده سنة ثمان وخمسمائة بمدينة مالقة، وتوفي بحضرة مراكش يوم الخميس ودفن في وقت الظهر وهو السادس والعشرون من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة - رحمه الله تعالى - وكان مكفوفا (٣).


(١) ابن خلكان "وفيات الأعيان" ج ٣، ص ١٤٢.
(٢) ترجمة السهيلي في الروض الآنف، ج ١، ص ٢٨.
(٣) ابن خلكان "وفيات الأعيان"، ج ٣، ص ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>