قتيلا في منزل الداحس إلى أن اكتشف الأمر وأخرج ودفن في مقبرة الزبارة وظل قبره معروفًا هناك إلى عهد قريب، واستمر ولاء أمراء الجبل من آل علي للدولة السعودية الثانية عندما أعادها الإمام تركي بن عبد الله إذ جددوا له البيعة عام ١٢٤٣ هـ.
ونعود مُرّة أخرى إلى حائل المدينة لنعرف ما وصلت إليه في نهاية حكم آل علي من حيث العمران وانتشار المزارع والتجارة فأقول: ذكر الرواة أن حي مغيضة وحي لبدة أصبح لهما أهمية إذ كثرت بهما بساتين النخيل عندما أقبلت الأسر التي امتلكت تلك النواحي بزراعتها وإقامة المباني السكنية والقلاع والأسوار، وكان لبعض الأسر أسوار حصينة تحيط بمساكنهم ومزارعهم وإلى عهد قريب كانت بقايا تلك الأسوار باقية في أملاك العلي والمسيعيد والريشان والقوعة والنعام، كما أن بعض العوائل الأخرى خرجت من السويفلة واختطت لها مزارع وأقامت مساكن في قرية استحدثت وسميت الوسيطي وكان آل خليل من الذين استحدثوا مزارع هناك، فكان رشيد جد عبد الله بن علي بن رشيد مؤسس إمارة آل رشيد أحدهم.
أما أسواق البيع والشراء فقد ذكر الرواة أن في حي لبدة في مكان يعرف (بالمناخ) عددًا من الدكاكين ومحلات البيع والشراء، وقد سُمي بالمناخ لأنَّ قوافل التجارة تنيخ به وتنزل ما عليها من بضائع وتحملي من الدكاكين الميرة والملابس، والمناخ ظل باقيًا إلى عهد قريب حتى فتح شارع لبدة وثمنت الدولة البيوت حوله ودفع ثمن المكان الباقي المعروف بالمناخ لمن تعود ملكيته إليهم عبر السنين وهم العساف من القُوعَة حيث استلم قيمة التثمين ورثة عبد الله بن دخيل بن عبد الله العساف (المعروف بالجناخ) ولم يكن اتساع مدينة حائل حينذاك على حساب القديمة السويفلة بل كانت كل من الربيعية والسويفلة والخنفة وواسط تزخر بالسكان والعمار والمزارع، في حين نشأ في حائل أحياء جديدة كالعليا وما بينها وبين حي لبدة وهو المعروف باسم سرحة وفيه أملاك العواد وبيت عواد الذي أشار إليه عبد الله بن رشيد في بيته المعروف:
من باب خدام إلى باب عواد … ومن انتخي بالضيغميه تطليه