عام ١٢٥٣ هـ. إلى أن تم القضاء نهائيا على حكم أسرة آل علي بالاستيلاء الكامل على حكم الجبل من قبل عبد الله بن علي بن رشيد ومساعدة أخيه عبيد بن علي ابن رشيد.
ويعتبر حكم أسرة آل علي المنحدرة من الجعفر من عبدة من شمَّر أول حكم حضري في منطقة الجبلين واستمر عشرات السنين، وبالرغم من أن المراجع ولا حتى روايات الرواة لَمْ تسعفنا بتحديد دقيق لبدايته إلَّا أنه متواتر أن الحكم في هذه الأسرة منذ زمن يرجح أن يكون امتدادا لسلطة الجد الأكبر عطية بن علي الذي قد يكون زمنه في الثلث الأخير من القرن العاشر الهجري، أما بعد أن دخلت الجبلين في طاعة آل سعود في عهد الإمام عبد العزيز بن محمد عام ١٢٠١ هـ فإنها كانت ملتزمة بولائها مناصرة للدعوة السلفية التي قادتها الدولة السعودية الأولى وعملت على امتدادها في أرجاء الجزيرة العربية، ولقد كان الأمراء الجبل مواقف مساندة للدولة السعودية الأولى ومناصرة مخلصة للدعوة السلفية، وقد تجلى ذلك في مشاركتهم في العديد من الغزوات والحروب مع قوات الإمام حيث قاد أمير الجبل محمد بن عبد المحسن القوات لغزو الشرارات عام ١٢٠٧ هـ في منطقة الجوف؛ وذلك لصالح الدولة السعودية الأولى واشترك في الحملة ضد ثويني زعيم المنتفق عام ١٢١١ هـ. عندما زحف من العراق نحو الإحساء، واشترك بقواته مع قوات الدولة المرابطة في المدينة المنورة لمنع أمير حجاج الشام وتركيا عبد الله باشا العظم من مواصلة سيره إلى مكة وإجباره على العودة إلى دمشق (١) عام ١٢٢١ هـ، كما اشترك أمير الجبل وأهل الجبل مع الإمام سعود في غزوة لبلاد الشام عام ١٢٢٥ هـ، ولقد لقي أمير الجبل وسكانه من القوات المصرية أصناف التعسف والإجراءات التأديبية الصارمة لقاء موقفهم المخلص للدولة والدعوة وكان شأنهم بذلك شأن بقية أقاليم الدولة في أنحاء نجد، ولكن لأهمية الجبل وقيادته فقد جعلت القوات المصرية من أهم أهدافها القضاء على قوته وقيادته المتمثلة بأميرها ذي المكانة البارزة بين قادة أقاليم نجد فدبر له قائد قوات إبراهيم بن محمد على المرسلة للجبل خطة غدر بها بالأمير محمد بن عبد المحسن واغتاله وقطع رأسه وهرب تحت جنح الظلام، وظل الأمير
(١) ابن عثيمين - نشأة إمارة آل رشيد - ط ٢ ص ٥٠ - ٥٣.