السلسلة الجنوبية بينه وبين بلاد الفرع ووائله، وهي متفرعة من جبال السراة المرتفعة متجهة من الغرب إلى الشرق، ويقل ارتفاعها كلما اتجهت إلى الشرق إلى أن تغور في رمال الربع الخالي وأهم جبال هذه السلسلة جبل همدان وهو مرتفع عن سائر أقسام السلسلة التي تسمى باسم نجران وأكثر مواقع هذه السلسلة صعبة المرتقى بحيث يكون الاجتياز من نجران بواسطتها مستصعبًا جدا إلا في مواقع معينة فيها فجوات تعرف بالعقبات أهمها عقبة نهوقة التي تبعد عن بلدة الحضن مسافة بضع ساعات إلى جهة الجنوب، وأما السلسلة الشمالية فهي أقل ارتفاعا من جبال نجران وفي سطوحها مرتفعات منبسطة تصلح لرعي المواشي، ولذلك سماها أهلها (الصحن) ومع أن طرقًا كثيرة تتخلل هذه السلسلة فإن المسافر ما بين حبونة ونجران يخترقها في مواقع معينة سنأتي على ذكرها حيث البحث في الطرق الموصلة إلى نجران وهذه السلسلة تفصل كما ذكرنا بين نجران وحبونة وتغور في الرمال قبل أن ينتهي الواديان في منقعهما في الرمال الكثيفة.
أما من جهة الغرب فإن نجران متصل ببعض بلاد وائلة وهي قرايا نقعة ووعار ووادي نشور بواسطة عقبة ومضيق تنحدر منهما السيول المتجمعة من بلاد سحار في الصعيد بقرب صعدة، وتؤلف هذه السيول المجرى الأعلى لوادي نجران، ويكون لوادي فجران أسماء أخرى قبل قطعه المضيق المعروف باسم مضيق مروان والعقبة المعروفة بعقبة رفادة، ولكن اسم نجران لا يطلق عليه إلا من بعد اجتيازه للعقبة والمضيق، ويتصل نجران من الشمال الغربي بأعلى وادي حبونة المسمى بالقرن والخانق وأول القرى العامرة في علو وادي نجران بعد تشكله من مضيق مروان عقبة رفادة قرية تعرف بالموفجة أو قرية ابن الزين، وهي تبعد عن صعدة مسيرة يومين لجمال الحمل إلى جهة المشرق.
وقد شيدت القرايا على أطراف مجرى الوادي من بعد الموفجة إلى أن يستعرض الوادي وتنبسط الأرض الموجودة على ضفتيه وتبعد الشقة بين سلسلتي الجبال